مراكز التميز
الخميس، 27 سبتمبر 2018 01:35 م
ماذا نفعل في مشاكلنا المزمنة مع التعليم والبحث العلمي؟
مناهج قديمة عفى عليها الزمن، طرق تعليم وتعلم خارج نظاق الزمن، مدرسين وأعضاء هيئة تدريس غير مدربين علي الطرق الحديثة، مدارس وجامعات مكدسة بالطلاب، ضعف في الموارد الحكومية والانفاق علي بناء مدارس وجامعات جديدة، وفوق كل ذلك رأي عام ناقم علي الوضع الحالي وفي نفس الوقت متخوف من التغيير.
اذا ماهو الحل؟
تجارب البلدان التي حققت نهضة في التعليم والبحث العلمي من ماليزيا الي البرازيل ومن الهند الي سنغافورة وكوريا الجنوبية تتلخص في طريقين اثنين، الاول؛ هو وضع خطة مركزية من الحكومة علي مدار من ١٠-١٥ سنة، للنهوض بكل مكونات المنظومة من بشر ومناهج ومدارس وجامعات مع توفير الميزانية اللازمة لذلك، والتي لاتقل عن ٢٥٪ من الدخل القومي ولمدة ١٠ سنوات علي الاقل، وهذه الخطة نجحت في ماليزيا وفي كوريا الجنوبية.
الثاني، هو انشاء مراكز للتميز في مناطق جغرافية مختلفة، تؤسس علي اخر تقنيات العصر وتوفر الدولة والقطاع الخاص معا الدعم المالي اللازم لهذه المراكز لتكون المثال الذي تتطلع اليه باقي القطاعات في التعليم والبحث العلمي، وهذا المنهج اتبعته الهند والصين واستعانت فيه بمواطنيها الذين تعلموا في الغرب وحققوا نجاحا في اماكن عملهم.
اجتذاب العقول المهاجرة وتوفير كل الدعم لهم وتذليل كل المعوقات خاصة البيروقراطية الحكومية، ادت الي ظهور مراكز تميز بمعايير عالمية في وقت قصير جدا وبدون إرهاق ميزانية الدولة بتوفير الدعم المالي المطلوب.
ويبقي السؤال الهام، ايهما انسب لمصر ؟
في ظل الظروف الراهنة وفي ظل نص دستوري يخصص 4% فقط من الدخل القومي للتعليم قبل الجامعي، و3% للصحة، و2% للتعليم العالي، و1% للبحث العلمي، يبقي الطريق الثاني هو الانسب لظروف مصر وهو انشاء مراكز ومدارس وجامعات نموذجية ومحاولة اصلاح القديم بخطط طويلة الامد .
في كل الاحوال تبقي تجربة وزير التعليم المصري الاستاذ الدكتور طارق شوقي تجربة رائدة في تجارب الدول، ويحب علينا جميعا مساعدته للنهوض بالتعليم المصري بعد عدة عقود من الاهمال.
والله ولي التوفيق.