شاهد القطب الشمالي كما لم تراه سابقا.. كيف يتسبب ذوبان الجليد في تهديد البشرية؟

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 09:10 م
شاهد القطب الشمالي كما لم تراه سابقا.. كيف يتسبب ذوبان الجليد في تهديد البشرية؟
انهيار جليدى
كتب محمود حسن

قبل عدة أيام أفرج علماء مهتمون بمتابعة التغير المناخي عن فيديو قالوا إنه بمثابة كارثة لقطعة من الجليد في «جرينلاند» بطول 8 آلاف متر وبارتفاع 800 متر، تنهار بالكامل محدثة ضجة كبيرة، الانهيار الذي حدث في يونيو الماضي.
 
قال العلماء إنه كفيل أن يجعلنا نفهم حجم الكارثة التي نواجهها بسبب التغير المناخي، اليوم نشرت مجلة (Earth and Planetary Science Letters) دراسة علمية جديدة، قالت فيها إننا اليوم نستطيع أن نرى في القطب الشمالي الجليد يتحرك ويذوب، كما لم يحدث منذ آلاف السنين، بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب بدرجة كبيرة.
 
وقالت الدراسة إن درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بوتيرة أسرع بكثير من أي أجزاء أخرى من كوكب الأرض، ويظهر على الجليد علامات ارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح، وهو ما يعنى أننا سنواجه عواقب وخيمة، أولها بطبيعة الحال ارتفاع مستويات البحار وغمر المناطق الساحلية، كما أن العواصف والأعاصير ستصير أكثر تدميراً، حيث  يتسبب ذوبان الجليد في حدوث حلقة تغذية مرتدة داخل قلب الإعصار، ما قد يؤدي إلى المزيد ارتفاع درجة الحرارة أيضا ثم المزيد من فقدان الجليد.
 
ويحذر العلماء أن نوع الجليد الموجود على اليابسة حيث تجلس الأجسام الثلجية فوق المرتفعات، ستنهار وتأخذ طريقها إلى المحيطات وهو ما سيتسبب في ارتفاع مستوى المحيط، وأكد العلماء أن الانهيارات الجليدية تتحرك في شكل أنهار ضخمة إلى المحيطات، محتوية على ما يكفي من الماء لتسبب ارتفاعا قدره 30 سم في ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم.
 
ولاحظ العلماء القائمون على هذه الدراسة تدفقا جليديا في منفذ جليدي في روسيا في منطقة «فافيلوف آيس كاب» حيث وجدوا أن هذا النهر يتحرك بسرعة غير عادية حاملا قطعا جليدية ضخمة تبلغ أطوالها 300-600 متر مربع إلى المحيطات، وقد رصد العلماء هذه الظاهرة بداية من عام 2010 حيث بدأ الجليد في المنطقة في التسارع وفي السنة التالية، لوحظت الصدوع التي تتطابق مع أنماط تسارع الجليد. وتمكن الباحثون من مشاهدة هذا الارتفاع في حركة الجليد في الوقت الفعلي باستخدام صور الأقمار الصناعية. حيث شاهدوا الحركة وسرعتها الهائلة في التدفق.
 
وقال العلماء إن سبب الحركة السريعة هو ارتفاع درجة الحرارة، كما يمكننا أن نتوقع تكرار السلوك في أماكن أخرى حول العالم، والأهم من ذلك أن درجات حرارة الهواء والماء في المحيط يمكن أن تكون عاملا في ذوبان الجزء العلوي من الجليد ، ثم يتدفق الماء السائل إلى أسفل ، في الجليد من خلال الشقوق والثقوب. هذه المياه المتدفقة يمكن أن تسبق الجليد من أجل الحركة السريعة، وهو ما يخلخل أساسات الجبال الجليدية القائمة على اليابسة ويهدد بانهيارات كبرى قد تتسبب أحيانا في حدوث موجات تسونامي ضخمة، كتلك التي رصدها العلماء في ألاسكا عام 2015 حيث تسبب انهيار جليدي في إحداث موجة بارتفاع 89 مترا، وهو رقم هائل كافي لتدمير الحياة على أي بقعة يضربها، وأكدت الدراسة أن العلماء رصدوا نوعا من العواصف في مناطق القطب الشمالي شديد التدمير لم يعهده العلماء من قبل وهو قادر أيضا على المساهمة أيضا في تدمير الجليد الذي بات هشا في القطب الشمالي.
 
ووصلت سرعة سريان الأنهار الجليدية إلى 82 قدمًا في يوم واحد، بعد أن كان متوسط سريانها 2 بوصة في اليوم الواحد، أي بمعدل أسرع 492 مرة مما سبق، وهو ما يدل على حجم الذوبان الضخم وغير المعتاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق