نورا إحدى الشبات التي اعتمدن على أنفسهم تقف علي "دولاب" لصناعة الخزف والفخار بورشتها بقرية تونس بمحافظة الفيوم، لتصبح بعد فترة أول سيدة تتملك بالقرية ورشة وتديرها بنفسها ويخرج من بين يديها تحفا فنية رائعة.
نورا التي يأتي إلي زبائن من مختلف دول العالم لاقتناء منتجاتها ، بدأت العمل وهي في سن الـ11 تركت مدرستها بعد تعرض إحدى التلميذات بالمدرسة لمشكلة فقرر جميع الأهالي بالقرية عدم استكمالها وهي وزميلاتها لتعليمهما، ولكنها لم تستسلم والتحقت بمدرسة الفخار والخزف بالقرية، وأحببت التجربة ، ووجدت نفسها تبتدع وتخرج أعمالا مميزة تحقق الإشادة الدائمة من القائمين علي المدرسة، حتى أصبحت كل تركيزها في صناعة الفخار والخزف بعدما تركت مدرستها ولم تكمل تعليمها.
وأكدت "نورا" أنها بعدما حدث خلاف في مدرسة الفخارقررت أن تستقل بأعمالها وتنشئ أول ورشة لصناعة الخزف والفخار ، متحدية جميع الظروف والعوائق والتي من بينها رفض المجتمع بأن تكون سيدة هي القائمة علي العمل وصاحبته، متمنية في عمل مكان للتدريب وتعليم صناعة الفخار، مشيرة إلى أنها لها زبائنها الذين يأتون إليها من جميع الدول وأنها تشارك بالمهرجان السنوي للخزف والفخار بمنتجات جيدة وملفتة.
نورا لم تكن النموذج الوحيد للمرأة القوية الناجحة بقري محافظة الفيوم، ففي قرية الإعلام بمركز الفيوم تجد رائدة صناعة الخوص بالمحافظة والتي يرسم على ملامحها السمراء الجميلة دائمًا الابتسامة وخفة الدمة، الحاجة "كاملة" تؤكد إنها تعلمت مهنة الخوص منذ نعومة أظافرها حيث كانت طفلة صغيرة بضفائر ووجدت نفسها تبدع في عمل منتجات مفيدة من جريد النخل فبدأت في تطوير نفسها وتعلم الحرفة .
وقررت الحاجة كاملة بعد تعلم هذه المهنة وأن تجعل منها حرفة لنساء القرية لتحقيق دخلا جيدا يعتمدن عليه في الإنفاق علي أسرهن، لتبدأ بعدها الحاجة في تعليم سيدات القرية، ليصبح كل بيت في القرية به سيدة أو أكثر يتقن صناعة الخوص، مشيرة كاملة إلى أن جميع المنتجات التي تقوم بعملها وهي سيدات القارية من جريد النخل وأنها بدأت تتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني مثل المجلس القومي للمرأة والجمعيات الأهلية بالإضافة الي التواصل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لدعم صناعة الخوص بالقرية.