استيراد «المجنونة» لمنع رفع أسعارها.. من المسئول عن أزمة تقاوى الطماطم الفاسدة؟
الخميس، 27 سبتمبر 2018 04:00 ص
مع اختلاف العروات الصيفية والشتوية لمحصول «الطماطم»، تلجأ عدة مناطق خاصة فى وادى النطرون والنوبارية، وبعض المحافظات التى تزرع الطماطم من يونيو حتى أغسطس، وهى فترة صعبة مناخيا، لأصناف شتلات تتحمل دراجات الحرارة ومبكرة النضج وقوية وخالية من الأمراض والحشرات والأمراض الفيروسية، لتغطية احتياجات السوق المحلى خلال فترة فصل العروتين، إلا أن الكارثة التى حدثت هذا العام هى انتشار شتلات وبذور لا تصلح للزراعة تسببت فى تلف وتدمير المحصول.
الكارثة حدثت بلجوء مزارعو وادى النطرون وعدة مناطق فى النوبارية، لتقاوى طماطم من إحدى الشركات الخاصة والمسماه إعلاميا بـ«023» والتى تسببت فى تبوير آلاف الأفدنة، وذلك بعدما ظهرت على المحصول عدة أعراض مرضية منها الاصفرار والتقزم، حيث أكد المهندس سيد حتاتة، أحد المتضررين، أن شركة قطاع خاص أعلنت عن صنف عالى الجودة ذو صلابة عالية وعقد حرارية ومبكر النضج يتم جمعه بعد 56 يوما فقط، وأن تلك البذرة تقاوم فيروس «TYLCV»، إلا أنهم فوجئوا بأن المحصول لا ينتج بعد أن تكلف الفدان نحو 50 ألف جنيه.
وقال المهندس سيد حتاتة، أحد المتضررين: تقدمنا بشكاوى لوزارة الزراعة، ولكنها لم تستجب، مشيرا إلى أن نحو 8000 فدان تعرضوا لعملية غش تجاري من بذور الطماطم، وأنه تم تحرير أكثر من 400 محضر بـ5 محافظات مختلفة ضد الشركة المستوردة، مشيرا إلى أن الطماطم الموجودة بالأسواق حاليا خالية تماما من أى فيروس.
وأشار «حتاتة» إلى أنه تم عرض مذكر بعدد الفلاحين المتضررين من غش بذرة الطماطم «023» على النيابة، وادعت الشركة أن البذور مقاومة للفيروسات، وأن هذا الصنف مبكر النضج والإنتاج ويتحمل درجات الحرارة المرتفعة، متابعا أن وزارة الزراعة شكلت لجنة ضمت متخصصين من مركز البحوث، ممثلة في معهد بحوث البستاين، ومعهد أمراض النبات، لبحث الأزمة.
وأضاف «حتاتة»: انتقلت اللجنة للمزارع وأجرت المعاينات وأخذ العينات لإجراء التحاليل اللازمة، وصدر تقريرها بعد فحص عينات الطماطم بطريقة «الأليزر» و«pcr»، حيث تبين أنها مصابة بفيروس تجعد واصفرار الأوراق، ما يؤكد أن الصنف معيب وغير مطابق للمواصفات، مطالبا الوزارة باستكمال المعاينات، وسرعة إصدار وفحص نتائج التحليل.
وفى نفس السياق، أكد علاء البحراوى، مدير عام الخضر بالإدارة المركزية للبستانين بوزارة الزراعة، فى تصريحات صحفية، أن المساحات المنزرعة بالطماطم تبلغ نحو 500 ألف فدان بالوادى والدلتا والأراضى الجديدة، موضحا أن استيراد الطماطم من الخارج أمر غريب، ولكن ذلك يأتى تحسبا لارتفاع الأسعار بسب أزمة شتلات الطماطم 023، لأن المناطق المنزرعة بها كانت تغطى احتياجات السوق خلال شهور 10 و11 و12، لحين إنتاج العروة الشتوية.
وحول أزمة بذور الطماطم 023، قال مصدر بمركز البحوث الزراعية، إنه تم تشكيل لجنة لمراجعة جميع تراخيص الشركات المستوردة لتلك التقاوى، وإعداد منظومة جديدة لاستيراد التقاوى من الخارج، وشن حملات مفاجئة على منافذ بيع تقاوى وشتلات الطماطم، للتأكد من مطابقتها للمواصفات، لتجنب حدوث الأزمة مرة أخرة فى المستقبل.
فيما أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، أنه استغرب من قرار فتح باب استيراد الطماطم، نظرا للاكتفاء الذاتى بالسوق المحلى، مشيرا إلى أن ذلك قد يتسبب فى قلة أعداد مزارعى الطماطم فى مصر، خاصة بعد أزمة التقاوى الفاسدة والمعروفة بـ023 التي نتج عنها دمار آلاف الأفدنة وقلة المحصول وارتفاع الأسعار.
مزارعى الطماطم
شتلات الطماطم المنزرعة بهجين 023
نص شكاوى المزراعين المتضررين من شتلات الطماطم
نص شكاوى مزراعى الطماطم
تقرير فحص الطماطم