مديرة مركز المناهج تكشف المستور.. ماذا قالت عن الدروس الخصوصية وتطوير الثانوية العامة؟
الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 10:00 م
"استطاعت إنجاز مهمة وطنية خلال فترة زمنية قصيرة، بوضع مناهج هدفها بناء شخصة المواطن المصرى وتغيير فكرة التعليم من مجرد الحفظ إلى إكتساب مهارات تمكن الخريج من المنافسة محليا ودوليا".. إنها الدكتورة نوال شلبى، مدير مركز المناهج والمواد التعليمية، ومهندسة مقررات النظام الجديد للتعليم.
كشفت "شلبى" عن أن تعديل مناهج الثانوية العامة العام المقبل ،وإعداد دليل للمعلم لطلاب الدمج وأكدت أن المنهج يعتمد على الأنشطة أكثر من المعرفة
وأن المقررات تراعى الفروق الفردية بين الطلاب.
تابعت " شلبى" فى تصريحات لها أن فكرة تأسيس المناهج وفق باقة ومحتوى متعدد التخصصات جاءت ليكون هناك ترابط بين المناهج والمحتوى الذى يدرسه الطفل، لافتة إلى أن الوزارة سوف تحدث تغييرا فى مناهج الثانوية العامة العام المقبل لتتناسب مع ثقافة النظام الجديد للتعليم، مشيرة إلى أن الطفل فى النظام الجديد لن يتلقى اختبارات حتى الصف الثالث الابتدائى على أن يتم تقييمه وفق بطاقات من خلال معلم الفصل والأنشطة والمهارات الى يكستبها الطفل خلال العام الدراسى ويقوم بتنفيذها.
وحول الدروس الخصوصية والكتب الحارجية وتمثيلهما عبئا كبيرا على الأسر وهل نظام التعليم الجديد سيقضى عليها قالت" شلبى":" فكرة الدروس الخصوصية والكتب الخارجية لن تنتهى بمجرد البداية؛ فلا يجب أن نتوقع أنه بمجرد بدء الدراسة سوف تنحصر الدروس الخصوصية، وتتحسن حالة التعليم بين ليلة وضحاها، ويشعرالمواطن بتعليم أفضل ولكن هذه هى اللبنة الأولى فى هذا البناء الذى تم التخطيط له بعنايه ونأمل أن يحقق أهدافه، وطبيعى أن بعض أولياء الأمور قد بدأوا بالفعل فى حجز دروس خصوصية لأبنائهم فى الصف الأول الابتدائى واشتروا أيضا كتب خارجية كما اعتادوا، ولكن أولياء الأمور عندما يرون الكتب المدرسية الجديدة، ويتابعون أولادهم فى المدرسة سيكتشفون بأنفسهم أن الدروس الخصوصية لا تتفق أبدا مع فلسفة المناهج الجديدة وأن الدرس الخصوصى لن يحقق نواتج التعلم المستهدفة، لأن التعليم سيكون بناءً لشخصية الطالب داخل الفصل وتعديل لسلوكه وتشكيل لوعيه وهذا لن يتحقق أبدا مع الدروس الخصوصية، كما أنه لا توجد امتحانات تقيس حفظ الطالب الذى تؤكد عليه كل من الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، وسوف تتراجع كل من الدروس الخصوصية والكتب الخارجية فى ظل النظام التعليمى الجديد.
وبشأن اختزال جزء كبير من محتوى المناهج الجديدة فى دليل المعلم، وكان من المفترض أن تكون الأجزاء الأكبر داخل كتاب الطالب قالت " شلبى" :"فى الحقيقة أن كلمة اختزال ليست الكلمة المناسبة للتعبير عما تم عليه بناء الكتب المدرسية وأدلة المعلم فى المناهج الجديدة، فالمعرفة فى حد ذاتها ليست الهدف فى النظام الجديد للتعليم، لأن التعليم قائم على تنمية المهارات والمواطنة، وعلى ذلك فإن الاعتماد الأساسى سيكون على التعلم داخل المدرسة، لذا كان الاهتمام بدليل للمعلم يساعده على تحقيق هذه النواتج من خلال ممارسات تعليمية منظمة وموجهة تجاه ذلك، أما كتاب الطالب فهو بمثابة كتاب للأنشطة يمارس من خلاله الطفل أنشطة الرسم والتلوين والكتابة، والمنهج لا يصلح دون الاعتماد على دليل المعلم، ولذلك فقد تولت الوزارة طباعة الأدلة لجميع المعلمين".
وتابعت:" العملية التعليمية تتم من خلال استخدام دليل المعلم حيث أن نواتج عملية التعلم، والمهارات والقيم والقضايا المستهدفه توجد فى نفس الدليل، والأدوات التى يحتاجها المعلم للقيام بالتدريس داخل الفصل واستراتيجيات التدريس والتقييم ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وكيفية تقسيم الطلاب لمجموعات، كل تلك الاستراتيجيات موجودة فى دليل المعلم، فأصبح دليل المعلم هو بمثابة الأساس فى عملية التدريس، وكتاب الطالب كما سبق عبارة عن أنشطة يعبرالطالب عن فهمه والمهارات التى اكتسبها من خلال مجموعة من الأنشطة.
وأضافت:" فلسفة المنهج الجديد تقوم على مساعدة الطفل لبناء معرفته بنفسه تحت إشراف المعلم، من خلال أنشطة وممارسات تدريسية تقوم على البحث والاستقصاء، مثلا، عملية تشجيع وحث الطفل على التفكير من خلال مجموعة من التساؤلات ترتبط بموضوعات ذات علاقة بحياته وواقعه داخل الفصل والمنزل، وسيتم بصورة مبسطة تتفق وسن الطفل، فهناك مثلا الأنشطة التى تساعده على ملاحظة ووصف الأشياء وتمييز أوجه التشابه والاختلاف، وأنشطة تساعده على الابتكار من خلال استخدام وحدات ذات أشكال هندسية لبناء أشكال محدده أحيانا ومن خياله أحيانا أخرى.
وتطرقت إلى كيفية تعامل المعلم مع طلاب ضعفاء القراءة والكتابة وطلاب الدمج فى النظام الجديد قائلة:" هناك عدد كبير من الأنشطة داخل دليل المعلم لمراعاة الفروق الفردية بين الأطفال فى مختلف المجلات سواء مهارات لغوية أو حسابية أو حياتية ، كما أن تنمية المهارات بوجه عام تقتضى تكرار الممارسات الموجهه تجاه ذلك وهذا ما اهتمت به المناهج الجديدة، أما بالنسبة للدمج فقد تم تزويد دليل المعلم ببعض الإعتبارات العامة التى يجب أن يراعيها فى طلاب الدمج وممارسات معينة، كما أنه سيتم عمل دليل لمعلم المدارس الدامجة مرتبط بالمنهج الجديدة ويشرح للمعلم كيف يتعامل مع الطالب المدمج بكل فئات الدمج."
وعن المحاور الأربعة في مناهج رياض الأطفال الجديدة على عكس نظام البكالوريا الدولية يدرس الطفل 6 وحدات، شددت" شلبى" على أن عدد المحاور والوحدات الدراسية ليست الأصل ولكن هناك مهارات سواء حياتية ومهارات معرفية هى الأساس الذى يجب التأكيد على أن يتضمنها الكتاب المدرسي ودليل المعلم، بغض النظر عن عددها وتم العمل على 4 محاور وهى " من أكون؟ والعالم من حولى ويدرسها الطفل بالتيرم الأول، ومحورين هم كيف يعمل العالم والتواصل وتدرس فى الفصل الدراسى الثانى، والمبدع فى هذه المحاور أنها تنتقل من صف دراسى إلى أخر إضافة إلى أنها موجودة فى الكتب الدراسية نفسها، والمناهج ليست منفصلة فى محتواها ولكن هناك ترابط وتسلسل فى المحتوى المعرفى للمنهج الدراسى؟
أما عن عدد الكتب التى يدرسها الطالب خلال العام الدراسى قالت أن الطفل يدرس فى رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي أربعة كتب هى كتاب الباقة "اكتشف" وكتاب اللغة العربية وكتاب اللغة الإنجليزية وكتاب التربية الدينية فمثلا: لو بيدرس الطالب فى كتاب الباقة محور "من أكون" سوف يدرسه أيضا فى كتاب اللغة العربية والإنجليزية والتربية الدينية.
وحول كيف فهم أولياء الأمور سياسية وفلسفة المناهج وسبب تصميمها بهذه المعنى قالت:"بناء المناهج حول المحاور الأربعة يضمن تحقيق التكامل بين المواد الدراسية ويحقق وظيفية المعرفة ، كما أنه وسيلة ناجحة لدمج المهارات الحياتية التى تعد الأساس فى بناء الشخصية التى نستهدفها" لافتة إلى بدأ مركز تطوير المناهج فى مراجعة مقررات الفصل الدراسى الثانى وتجهيزها وهى تقوم على نفس الفلسفة وتستهدف نفس المهارات.
وحول مفهوم الباقة فى منظومة التعليم الجديدة قالت:"هى دمج مجموعة من المواد الدراسية تشمل مفاهيم من العلوم والدراسات والرياضيات وتربية فنية " فنون" وإعلام وتربية موسيقية ومسرحية والمجالات المهنية بجميع أشكالها، وتم ترجمتها إلى اللغة التى تدرس بها المدرسة والباقة تحصل على 55% من الزمن الدراسى خلال الأسبوع، إضافة إلى حصص اللغة الإنجليزية فى مدارس اللغات بما يوازى 70% من حصص التدريس ستكون باللغة الإنجليزية، كما أن تدريس اللغة العربية يتم فى 6 فترات بما يعادل ساعة ونصف يوميا، ونظام الدراسة عبارة عن فترات بمعدل ساعة ونصف فنصيب اللغة العربية سيكون 6 فترات فى الأسبوع كل يوم فترة و4 فترات رياضيات و5 فترات ونصف للباقة ولغة إنجليزية فترتين، والتربية الدينية فترة واحدة والبدنية أيضا فترة واحدة:.
وبشأن اختيار كلمة "باقة" فى المناهج وما هى فلسفة المنهج الجديد أكدت" شلبى" أن الأساس أن النظام الجديد تم بناء المناهج فيه بناءً على مجموعة من المواصفات المتعلقة بالخريج، وهى أن يكون الطفل مفكر ومبدع ومحقق ريادة الأعمال وخلافه، ولذلك كانت هناك رحلة بحث عن مسارات منهجية لتحقيق كل هذه المهارات قبل بناء المناهج، وتأكدنا أن نظام المواد الدراسية بشكلها المنفصل التى تؤكد على المعرفة والحفظ والتلقين لن تحقق هدف ونتائج المنظومة الجديدة للتعليم، لذلك جاء التوجه إلى استخدام المدخل متعدد التخصصات لتحقيق دمج وإكساب المهارات الحياتية، إَضافة إلى اتفاق تدريس الباقة مع المداخل الحديثة والتى تقول أن المشكلات التى نواجهها فى حياتنا لا يمكن حلها من خلال مجال معرفى واحد.
وحول مقررات النظام القديم وتطويرها أكدت أن المناهج كما هى مع بعض التحفيف فى بعض الموضوعات كما أن الوزارة تنتهى من إعداد ما يسمى بدليل متعة التعلم وسيكون لدى المعلمين، وبه بعض الأنشطة الموجودة فى الكتاب المدرسى وليست إضافية لتحقيق متعة التعلم وإكساب الطلاب بعض المهارات للاقتراب من النظام الجديد للتعليم.