الحكم على النجم «بيل كوسبي» بالسجن ثلاث سنوات.. قصة إدانة «الأب الحنون» بتهمة الاغتصاب

فى عمر الواحدة والثمانين، حكمت إحدى محاكم ولاية بنسلفينيا اليوم على نجم الكوميديا العالمى الشهير، بيل كوسبى، بالسجن بعد أن أدين بتهمة تخدير امرأة والاعتداء عليها قبل 10 سنوات.

وأصدر القاضى حكمه على النجم الكوميدى الذى عرف بأدواره الأبوية الحنونة بالسجن لفترة تتراوح بين 3 سنوات إلى 10 سنوات.

وظهر كوسبى فى محاكمته مستسلما وناظرا نحو الأرض ، وعلى الفور بعد النطق بالحكم تم تكبيله بالأصفاد واقتيد إلى السجن مباشرة، وبعد الحكم قال القاضى إن هذه كانت جريمة خطيرة، ولقد حان الوقت لتحقيق العدالة. السيد كوسبي، لقد عادت جريمتك اليك وحان الوقت لأن تتلقى عقابك، لا أحد فوق القانون ، ولا ينبغي أن يعامل أحد بطريقة مختلفة، لقد كنت شخصا عنيفا ومفترسا مع الضحية، والآن يطبق عليك القانون.

وتعنى استخدام كلمة "مفترس عنيف جنسيا" أن يخضع كوسبى للاستشارات طوال ما بقى من حياته، وأن يقدم عنه تقارير بشكل ربع سنوى إلى السلطات، وسيظهر اسمه أيضا في سجل جنائي يرسل إلى الجيران والمدارس والضحايا،

وخلال محاكمته امتنع "كوسبى" عن مخاطبة المحكمة أثناء النطق بالحكم وجلس مبتسما ويضحك ويتحدث مع فريق دفاعه أثناء انتظار قرار القاضي، فيما غابت زوجته عن المحاكمة.

وسيبقى كوسبى فى السجن ثلاث سنوات على الأقل، قبل أن يصبح مؤهلاً للحصول على الإفراج المشروط، ورفضت المحكمة طلب المحامين بأن يبقى فى منزله قيد الإقامة الجبرية، خاصة أنه فى سن كبير، كما أنه يعانى من ضعف شديد فى الرؤية، يكاد يصل لدرجة العمى، إلا أن المحكمة رفضت هذا، كما حكم القاضى أنه لن يحق له الخروج بكفالة عندما يطعن في الإدانة التي تعهد محاموه بالفعل بالقيام بها.

لكن فريق الدفاع الخاص بكوسبى وصف الحكم بأنه عنصرى، وأن موكلهم اضطهد كما اضطهد السيد المسيح من قبل، مضيفا: نحن نعرف ما فعلته هذه البلاد للرجال السود منذ قرون،  السيد كوسبي بخير وصامد ويتلقى الأمر بروح هزلية كما فعل دائما.

ويواجه بل كوسبى اتهامات بالاغتصاب من خلال 50 سيدة، بأنه قام بتخديرهن واغتصابهن، وتعد هذه هى المحاكمة الأولى له فى سلسلة القضايا المرفوعة ضده عقب حملة me too، والتى رفعتها لاعبة السلة الكندية أندريا كونست قضية ضده، وفى بيان لها للمحكمة قالت أندريا إن تدريبها كلاعب كرة سلة محترف قادها إلى الاعتقاد بأنها تستطيع أن تتعامل مع أي شيء، ولكن "الحياة كما عرفتها" انتهت في الليلة التي أعطاها كوسبي حبوبا مخدرة وقام باغتصابها، فهى الآن تعيش بمفردها مع كلابها ولديها مشكلة في الثقة بالناس.

وكتبت كونست في بيانها المؤلف من خمس صفحات: "عندما وقع الاعتداء الجنسي كنت امرأة شابة ممتلئة بالثقة وأتطلع لمستقبل مشرق، الآن  بعد حوالي 15 سنة، أنا امرأة في منتصف العمر عالقة وغير قادرة على الشفاء الكامل أو للمضي قدمًا".