سبقت كلمة أمريكا.. لماذا تحدثت البرازيل أولا في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 12:28 ص
العديدون الذين شهدوا إطلاق أعمال الجمعية العمومية رقم 73 للأمم المتحدة، لاحظوا بكل تأكيد أن الرئيس البرازيلى ميشيل تامر ألقى كلمته وذلك عقب كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، البعض تساءل لماذا اختيرت البرازيل أولا؟، فهي ليست عضوا في مجلس الأمن، كما أنها وفقا للترتيب الأبجدي ليس لها أسبقية إذ يبدأ اسم الدولة بحرف الـ B، لكن لذلك قصة طريفة تعوض إلى قبل 70 عاما، وتحديدا فى الاجتماع الأول للأمم المتحدة عام 1947.
ففي أعمال الجمعية العمومية الأولى، والتي حضرها 51 دولة من المؤسسين للأمم المتحدة، وأثناء توزيع جدول الكلمات، رفضت كل الدول تقريبا أن تكون كلمتها هى الأولى، عندها تطوعت البرازيل بالموافقة، لتكون أول كلمة ألقيت فى تاريخ اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة هي كلمة البرازيل، وهو الأمر الذى أصبح عادة لم يتم تغييرها فى أعمال الأمم المتحدة على مدار 73 عاما.
وبحسب البروتوكول المعمول به فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي التالية فى إلقاء الكلمة، باعتبارها الدولة المضيفة، وبعدها تلقى دول مجلس الأمن الخمسة دائمة العضوية كلماتها، وعقب ذلك تكون الأولوية حسب التمثيل، فتكون كلمات الدول الممثلة من خلال الملوك والرؤساء مقدمة على الدول التى يلقى كلماتها رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية، ثم يبدأ توزيع الأمر بشكل معقد جغرافيا والتوازن الجغرافى، وهناك كتاب بروتوكولى للأمم المتحدة يوضح تلك الإجراءات بشكل واضح.
من المفترض أن وقت كل كلمة هو 15 دقيقة، لكن العديدين لا يلتزمون بهذه الكلمة، ولعل الكلمة الأطول فى تاريخ الأمم المتحدة، هى الكلمة التى ألقاها الرئيس الكوبى فيديل كاسترو، والتى وصلت إلى 269 دقيقة أى حوالى 4 ساعات ونصف الساعة ، وكذلك الكلمة التى القاها الزعيم السوفيتى جورباتشوف والتى وصلت إلى ساعتين وثلث الساعة، ومعمر القذافى بكلمة استمرت ساعة ونصف.
عرف عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أيضا عدم التزامه بتوقيت الكلمة المفترض، حيث القى خطابات تقترب من الساعة فى عدة مرات من أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
هناك بالطبع للجمعية العمومية موضوع عام للمناقشة، لكن ليس اجباريا ان يلتزم الرؤساء بهذا الموضوع عند القاء كلماتهم، ويتم عمل ترجمة فورية لكلمات الزعماء إلى 6 لغات أساسية معتمدة من الأمم المتحدة، هى الإنجليزية، والفرنسية، والأسبانية، والصينية، والروسية، واللغة العربية.
بعض الكلمات كانت مثيرة للجدل، مثل كلمة الرئيس الليبى السابق معمرالقذافى، والتى ألقى خلالها بدستور الأمم المتحدة من على المنصة، وكذلك كلمة الزعيم الثورى تشي جيفارا، والتى اعتبرت إحدى الكلمات التاريخية داخل المنظمة، لكن الكلمة الأكثر جدلا على الإطلاق هى كلمة الزعيم الروسى نيكيتا خروتشوف، ففى ذلك الوقت لم تكن هناك كما يومنا هذا بث مباشر للكلمة، ونشرت بعض الصحف أن نيكيتا خروتشوف ضرب بحذائه على منصة الأمم المتحدة، وأصبح الأمر تقريبا أمرا شبه يقينى، لكن المشكلة أن خروتشوف لم يطح بحذائه أبدا، حتى الصور المعروضة لهذا الأمر لم تكن سوى صور مزيفة.