حلوا محل الصيادلة.. كيف تواجه النقابة تصدي حاملي الدبلومات للتشخيص وصرف العلاج؟
الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 08:00 م
على الرغم من أن عدد خريجي كليات الصيدلة في مصر في تزايد مستمر، حتى تجاوز عددهم الـ 213 ألف صيدلى، إلاّ أن الكثير من الصيدليات وخاصة فى الريف ومحافظات الوجه القبلى ، لا يتواجد بها صيادلة بالمعنى الحقيقي، إلاّ من خلال من يتم تسجيل وترخيص الصيدلية باسمه فقط، وهو الصيدلي الحقيقي خريج كلية الصيدلة، أمّا غير ذلك فهم باعة داخل الصيدلية، يحملون مؤهلات عليا متعددة منها ليسانس الحقوق وبكالوريوس التجارة وغيره، وكذلك مؤهلات متوسطة وهم حملة دبلومات المدارس الصناعية والتجارية، وطلاب خرجوا من مراحل التعليم الثانوي، ومع ذلك يقومون باستقبال المرضى الباحثين عن العلاج، ويقرأون الروشتات ويجلبون الدواء والعلاج.
أعداد الصيادلة المتزايد سنوياً، والذي تضاربت أرقامه مابين 213 و224 ألف، ليس هو المشكلة ولا الأزمة فقط، ولكن عدد الصيدليات أيضا وانتشارها الواسع، والتي تجاوزت الـ 71 ألف صيدلية، حسب تصريحات وتقديرات الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة، والذي أكد أن مصر تُعد الدولة الوحيدة التي بها 44 كلية صيدلة، يتخرج فيهم سنوياً حوالي 14 ألف صيدلي، وهذا الرقم يُمثل زيادة هائلة في عدد وحجم الخريجين.
تابع نقيب الصيادلة قائلاً إن هذا العدد يكفي لتقديم الخدمات إلى مليار و50 مليون مواطن، وفقاً للنظم العالمية، التي تحدد صيدلي لكل 5 آلاف مواطن، وأشار"عبيد" إلى أن عدد الصيادلة في 18 دولة عربية مجاورة مجتمعة، لا يزيد عن 80 ألف صيدلي.
نقيب الصيادلة لم تتوقف مفاجآته عند هذا الحد، بل كشف عن وجود 20 ألف صيدلية في مصر مملوكة لغير الصيادلة، أو ما يسميهم بـ"الدخلاء على المهنة"، وأوضح النقيب أنه تم حصر عدد الصيدليات المخالفة في المحافظات، واكتشاف كل ذلك، وهو ما يعتبر كارثة بكل المقاييس.
شدد"عبيد" على أن اجراءات تراخيص تلك الصيدليات خرجت بالتحايل على القانون باسم صيدلي، وأوضح أنه تم إحالة الملف للتحقيق والتأديب، وإسقاط عضوية هؤلاء الصيادلة وإرسال الملف لوزارة الصحة.
ومن ناحيته أكد الدكتور حسام عبد الغفار، أمين عام مساعد المجلس الأعلى للجامعات أنه هناك توصيات وقرارات تهدف تقليل أعداد خريجي كليات الصيدلة، ومن أبرزها قرار قطاع الدراسات الصيدلية بالمجلس الأعلى للجامعات، بضرورة تخفيض أعداد المقبولين بالجامعات، وفقًا لاحتياجات سوق العمل.
في ريف المحافظات وخاصة بالوجه القبلي، يقوم بصرف الدواء والعلاج في كثير من الصيدليات حملة الدبلومات الفنية والصناعية، كما يقول بدوي سيد من بنى سويف، ويضيف أن هناك صيدليات يقف فيها الشباب الحاصلون على مؤهلات لا صلة لها بالصيدلة، ويقومون بصرف الدواء والعلاج للمرضى، والكارثة أنهم يقومون بتركيب الدواء وحدثت عدة مشاكل بسبب ذلك.