الصحافة التركية في خطر بسبب عناد إردوغان.. كيف واجهت الصحف الأزمة؟

لا زالت الصحف التركية تعاني بشكل كبير، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أنقرة خلال الفترة الراهنة بفعل التهاوي الكبير في عملة الليرة التركية، وهو ما كان له انعكاس كبير على أسعار أوراق الصحف، لتضطر في النهاية إلى تخفيض أعداد صفحاتها.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أن العاملون بمجال الصحافة والنشر في تركيا، قرروا تصغير أحجام الصحف الورقية وتخفيض أعداد صفحاتها بسبب الأزمة الاقتصادية، حيث اتخذت نقابة الإعلان الصحفي سلسلة من القرارات بشأن أزمة الورق الذي يتم استيراده من الخارج، بعد تزايد سعره مع تجاوز الدولار حاجز 6 ليرة تركيا.

وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أن هذه القرارات التي تضمنت تعديلات في الحد الأدنى لأحجام الصحيفة الورقية وعدد الورق ستدخل حيز التنفيذ فور نشرها بالجريدة الرسمية في أقرب فرصة، حيث إنه وفقًا لهذه القرارات سينخفض الحد الأدنى لأحجام الصحف الصغيرة من 0.75 متر مربع إلى 0.60 متر مربع بينما سينخفض الأحد الأدنى لأحجام الصحف الكبرى من 1.12 متر مربع إلى 0.90 متربع، وفيما يخص الحد الأدنى لأحجام الصحف الموجودة في فروع الهيئة خارج إسطنبول وأنقرة وإزمير من 1.50 متر مربع إلى 1.12 متر مربع، فيما سينخفض الحد الأدنى لأحجام الصحف التي تصدر في إسطنبول وأنقرة وإزمير من 2.25 متر مربع إلى 1.50 متر مربع.

وأوضحت الصحيفة التركية المعارضة، أنه تم تخفيض عدد صفحات الصحف التي تصدر في إسطنبول وأنقرة وإزمير من 12 صفحة إلى 8 صفحات في حين خفض عدد صفحات الصحف في المناطق الأخرى من 8 إلى 6 صفحات، فيما تم تقليل الحد الأدنى لمبيعات الصحف بنسبة 20 %.

ولفتت الصحيفة التركية، إلى أنه بناء على هذا انخفض الحد الأدنى لمبيعات الصحف الصادرة في إسطنبول من 5 آلاف إلى 4 آلاف عدد، كما تراجع الحد الأدنى لمبيعات الصحف الصادرة في أنقرة وإزمير من 3 آلاف إلى 2400 عدد وانخفض الحد الأدنى لمبيعات الصحف الصادرة في المدن الأخرى من 500 إلى 400 عدد، فيما تراجع حجم مبيعات الصحف التي يبلغ الحد الأدنى لمبيعاتها 250 عدد إلى 200 عدد، بينما انخفض حجم مبيعات الصحف التي يبلغ الحد الأدنى لمبيعاتها 100 عدد إلى 80 عدد.

وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أحدث إحصائيات هيئة التخطيط القومي التركية أظهرت أن تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا قد تسبب في وصول ثلث إجمالي السكان إلى خط الفقر، حيث إنه وفقا لهذه الإحصائية فإن نسبة 38% من إجمالي السكان هم الآن عند خط الفقر نصفهم على الأقل يعيش في مناطق الشرق والجنوب الشرقي ومنطقة البحر الأسود، كما أن متوسط دخل الفرد لهذه الفئة الأكثر فقرا في هذه المناطق الأقل نموا قد تدنى حاليا إلى ما يعادل 1.1 دولار أميركي في اليوم الواحد، في حين أنه يحتاج إلى 1.5 دولار يوميا، كحد أدنى حتى يحيا عند خط الفقر، وإلى 3 دولارات حتى يتجاوز هذا الخط بقليل في هذه المناطق الرخيصة نسبيا، مشيرة إلى أن العاملين في مطار إسطنبول الثالث أعلنوا الإضراب عن العمل في 14 سبتمبر الجاري، اعتراضًا على ظروف العمل الصعبة، وحوادث العمل المتزايدة.