قادة الفكر
الأحد، 23 سبتمبر 2018 05:41 م
تابعت لقاء علي قناة "ماسبيرو زمان" أدارته باقتدار وثقافة الإعلامية ليلي رستم، وكان يضم كوكبة من المفكرين والأدباء، علي رأسهم الدكتور طه حسين، يوسف السباعي، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، عبد الرحمن الشرقاوي، نجيب محفوظ، محمود أمين العالم، أنيس منصور، كامل زهيري، عبد الرحمن صدقي، وعبد الرحمن بدوي، وكلا منهم قامة تنويرية كبيرة أضأت دنيا الادب والمعرفة، فجميعهم من قادة الفكر والثقافة والأدب، ليس في مصر او العالم العربي فقط، بل كانوا علامات مضئية في تاريخ الانسانية وكان هؤلاء أحد نوافذ القوة الناعمة للدولة ومرآة تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي للدولة المصرية، فكانوا فكانوا انعكاسا لمكوناتها المختلفة.
وقد ارتبط تأثير القوة الناعمة في خمسينات وستينات القرن الماضي بوعي القيادة السياسية بأهمية الثقافة كظهير داعم لاستراتيجيتها الوطنية، فأنشأت الدولة وزارة الإرشاد القومي والمجلس الأعلى للفنون والآداب ومؤسسة دعم السينما التي انتجت مايقرب من الالف فيلم التي مازالنا نعيش علي امجادها وامجاد صانعيها عندما يؤرخ للسينما.
بالإضافة إلي إنشاء مسارح الدولة وقصور الثقافة وأكاديمية الفنون ودور النشر وإدراكا منها لبعدها الدولي والإقليمي، كانت الإذاعة المصرية تبث برامجها باللغات العربية إلى جميع دول العالم بالفرنسية والإنجليزية والإيطالية والعبرية إدراكًا لقيمة الثقافة والفنون، كأداة تعبوية تنطلق لخدمة أيديولوجية الدولة وتوجهاتها، معبرة عن سياساتها ومصدرة نمط استراتجيتها علي المنطقة العربية والافريقية من خلال ادواتها الناعمة فزاد واتسع نطاق تأثيرها.
لكن مع عصر الانفتاح وتغير توجهات السياسية للدولة تأكل هذا الدور شيئاً فشيئاً وتغير النمط الثقافي لشعوب المنطقة العربية بفعل الانفتاح علي الثقافات الغربية وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أنعكس عليها بشكل سلبي، فضلا عن تغير المزاج الحضاري المعرفي العربي وطرح النمط الفكري الديني المتشدد كبديل.
تراجع دور القوة الناعمة المصرية صاحبه تراجع فكري لكافة روافد الثقافة والفنون، وأصبح الظروف مهيأ لتطرح القوى إقليمية أيدلوجيتها الثقافية، فالأرض ممهدة لبسط سيطرتها الناعمة داخل المنطقة العربية، وتجلى ذلك في النموذج التركي الذي حاول أن يروج لنفسه باعتباره النموذج الأمثل بتوظيف الفن والمسلسلات التركي للتأثير على الثقافات الأخرى.
وعلى الرغم من أن مصر بدأت تدرك أهمية الثقافة والفنون كركيزة داعمة في سياستها الداخلية والخارجية ومواجهة التحديات، وردأ العنف ونبذ الإرهاب ودحر خطاب الكراهية الا اننا علي مستوي التفعيل مازالنا طرفي نقيض.
فبنظرة سريعة ماهو النموذج اوالهيرو المصري ماعدا النجم محمد صلاح اين القدوة اين النموذج اين الفيلم المصري بالمستوي الذي شاهدناه في الماضي اين الادب والمثقفين المصريين وماهو دورهم اين مسرح الدولة باضوائه كما كان في العصر الذهبي له..أين الإعلام كامتداد لدور الدولة ولسياساتها فعندما كان يذكر الفن المصري كان مردافه ام كلثوم عبد الحليم اسماعيل ياسين فاتن حمامة شادية توفيق الحكيم العقاد محمودسعيد الاخوة وانلي والقائمة طويلة تساءلت اين نحن من هؤلاء ومتي نعيد تفعيل دور القوة الناعمة علي جميع المستويات إعلامية ثقافية فنية أدبية والاهم اين قادة الفكر والتنوير.