مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
السبت، 22 سبتمبر 2018 04:54 م
سر النجاح هو الثبات على الهدف والسعي نحو تحقيقه دون الإلتفات للمحبطين.
يتملكني التفاؤل مع بداية العام الدراسي الجديد ومع النظام التعليمي الجديد كليا خاصة بعد استماعي لشرح واف من وزير التربية والتعليم وأيضا من المسئولة عن تطوير المناهج، حيث إن كل ماتمت الإشارة إليه هو مشابه جدا لنظام المدارس الدولية الـ ( international ) والتي تطلب من أولياء الأمور مبالغ كبيرة لإلحاق أبنائهم بها والاستفادة من أسلوبها التعليمي المتطور ، لذا شعرت بأننا على بداية الطريق الصحيح ويكفي أننا بدأنا في اتخاذ الخطوة الأولى فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .
إن إرادة النجاح مهمة، لكن الأهم منها إرادة التحضير للنجاح ، لذا فلنعتبر أنفسنا في مرحلة التحضير ، فمن استمع للشرح وللأسئلة المطروحة حول النظام الجديد والإجابات عليها يستطيع أن يجد أخيرا ردودا منطقية مقنعة لا تجنح للحلم والخيال أو التجمل ، فالسؤال والهاجس الأساسي الذي يؤرقنا جميعا هو هل سيتطيع المعلمون القيام بالدور المطلوب منهم وهل هم مؤهلون للتدريس بهذا الأسلوب المختلف كليا عما تعودوا على تدريسه لسنوات وسنوات؟ وكانت الإجابة حقيقية دون زيف بأن الدولة تقوم بتدريبهم وستستمر في تدريبهم إلى أن يصلوا للمستوى المطلوب وأنه ليس من المتوقع أن نصل للنتائج المرجوة في أول عام أو عامين من النظام الجديد فالمسألة تتطلب بعض الوقت وتحتاج لتعاون الجميع من أجل المساعدة في إنجاح المنظومة والانتقال بمصر لمصاف الدول المتقدمة تعليميا .
حقا يكفي كي نتفاءل أننا قد بدأنا في تحريك المياه الراكدة والبدء في ثورة على نظام التعليم القديم الذي يشكو منه الجميع ويضطر العديد من أولياء الأمور للابتعاد عن التعليم الحكومي بحثا لأبنائهم على مستوى تعليمي أفضل لكن بتكلفة أكبر.
شكك البعض في قدرة الدولة على توفير ( التالبت ) للطلبة وها هي الدفعة الأولى قد تم تسلمها، وكعادة من يعشقون تكسير المجاديف هناك من يصر على التشكيك في قدرة الدولة والمصريين على التعامل مع المنظومة الجديدة وعلى النهوض من جديد ، أما أنا فكلي يقين بأن المصري يستطيع فقط كل ما يحتاج إليه هي الإرادة الحقيقية وها هي بدأت في الظهور على أرض الواقع من قبل الحكومة والمواطنين ، ويجب أن نعلم جميعا أننا كي ننجح يجب أن تكون رغبتنا في النجاح أكبر من خوفنا من الفشل لذا فلندع الخوف جانبا ولنستعد للانطلاق نحو تحقيق الحلم الكبير .
تظل قضية هامة جدا يجب أن تهتم بها الدولة وهي أسس اختيار المعلم وخاصة معلمي رياض الأطفال حيث إنها المرحلة الأهم في بناء الإنسان ، واعتبار كليات التربية بأنواعها من أهم الكليات على مستوى الدولة وأن تضاهي اختبارات القبول بها اختبارات كلية الشرطة ، وأن يكون قبول المعلم مساو في شروطه لشروط قبول القضاة ، فالمعلم هو من يشكل كيان المواطن منذ الطفولة وهو من يربي الضابط والقاضي والطبيب وكل عناصر المجتمع المستقبلية ، لذا فالمسألة لا تقتصر على التدريب على نظام تعليمي مختلف ولكن الأهم هو تقويم المعلم ذاته واختياره بمنتهى الدقة والعناية.
كما أن هناك أمنية الكبرى هي إضافة منهج لمادة السلوك والأخلاق لجميع المراحل الدراسية على أن تكون درجاتها ضمن المجموع وليست مجرد مادة هامشية .
رسالة أخيرة... إعتزم وسر فإن مضيت فلا تقف .. واصبر وثابر فالنجاح محقق .