"زوجينى نفسك"..ماذا قال القانون عن الشعرة بين الزواج والزنا؟
السبت، 22 سبتمبر 2018 11:00 م
من المتعارف عليه شرعاَ أن صحة عقد الزواج لا تتوقف بشكل مباشر على كتابته في وثيقة رسمية أو غيرها، وحال صدور عقد الزواج مستوفيًا جميع الأركان والشروط- التى تتضمن الإجاب والقبول والشهود والولى كان صحيحًا من الناحية الشرعية وترتبت عليه آثاره.
إلا أن الأمر من الناحية القانونية فى مسألة توثيق عقد الزواج يختلف عن الناحية الشرعية من حيث ما يترتب عليه من آثار، ففى حال عدم كتابة عقد الزواج رسميًا لا تُسمع عند الإنكار دعوى الزوجية إلا إذا كانت ثابتة بوثيقة زواج رسمية، وذلك ما نصت عليه المادة رقم 17 في الباب الثالث من القانون رقم 1 لسنة 2000 م: «ولا تقبل عند الإنكار الدعاوى الناشئة عن عقد الزواج ما لم يكن الزواج ثابتًا بوثيقة رسمية».
اقرأ أيضا: لو عينك على الفرعون.. شروط حصول الزوجة الأجنبية علي الجنسية المصرية
توثيق الزواج-بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد محمود- بالوثائق الرسمية هو الوسيلة الوحيدة - في عصرنا – كمحاولة لإثباته وعدم إنكاره والمحافظة على ما يترتب عليه من حقوق وواجبات لكِلا الزوجين، بينما العقد الغير موثق بالوثائق الرسمية قد تترتب عليه مفاسد كبيرة، منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر عدم إثبات الزواج عند إنكار أحد الزوجين له، الأمر الذى يؤدي في كثير من الأحيان إلى إنكار الزواج والهروب والتَّفلُّت من أعبائه ومسئولياته وما يترتب عليه من واجبات وحقوق، ومنها- أيضا- العجز عن رفع الظلم أو الاعتداء إن وجد، إلى غير ذلك من الأضرار والمفاسد التي تترتب على مخالفة القوانين والأحكام المنظمة لأحوال الأسرة.
وبناءً على ما سبق وفقا لـ«محمود» فى تصريح لـ«صوت الأمة» فإن هذا الزواج - الغير موثق بالوثائق الرسمية - من الأمور المفروضة جملة وتفصيلاَ التي لا يستحسنها الشرع الحنيف ولا يدعو إليها خاصة في هذا العصر الذي نعيش فيه؛ لما يترتب عليه من أضرار ومفاسد عظيمة لا يمكن حلها إلا بتوثيق الزواج بالوثائق الرسمية؛ وهذا عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» «سنن ابن ماجه، 2340 (2/ 784)».
اقرأ أيضا: دعوى الخلع من الألف للياء.. المستندات المطلوبة والصيغ المتعارف عليها وإجراءات سيرها
هذا الأمر إن كان الزواج كامل الشروط والأركان غير أنه غير موثق بالوثائق الرسمية، أما الصورة التي تقع بين بعض الشباب من «أن يلتقي الرجل بالمرأة ويقول لها: زوجيني نفسك، فتقول زوجتك نفسي، ويكتبان ورقة بذلك، ويعاشرها معاشرة الأزواج بحجة أنهما متزوجان زواجًا عرفيًا» فهذه الصورة ليست زواجًا لا عرفيًا ولا غيره، بل هي محض زنًا؛ لأنها تمت دون وجود لأركان العقد وشروطه من ولي وشاهدين-طبقا لـ«محمود»-.