4 أمراض مزمنة تحصد أرواح البشر.. سر الموت بعد تخطي الثلاثين عاماً
السبت، 22 سبتمبر 2018 08:00 ص
70 عاما ونصف العام، هو متوسط عمر البشر حول العالم اليوم، وهو معدل مرتفع لم يصل إليه البشر من قبل خلال تاريخهم، ففى عام 1900 كان متوسط عمر الإنسان هو 31 عاما، وتطور ليصل عام 1950 إلى 48 عاما، قبل أن يقفز اليوم إلى 70 عاما ونصف العام بحسب احصائية عام 2014.
ويرجع ارتفاع متوسط العمر إلى التطور القوي في مجال الدواء والطب، والاهتمام المتزايد بسبل الوقاية والتطعيمات، وارتفاع درجات الرعاية الصحية، وتوافر الأسرة فى المستشفيات، والنهضة الطبية بشكل عام.
فى المقابل فإن هجمات الأمراض ازدادت شراسة، وهو ما رصدته دراسة بالجامعة الملكية فى لندن، حيث أن هناك ملايين الأشخاص فى بريطانيا وامريكا سيموتون قبل أن يبلغوا السبعين عاما، اما السبب الرئيسى فى هذا فهو ارتفاع الإصابات بالسرطان وأمراض القلب وأمراض الرئة والسكري في 180 دولة.
التقرير الذى نشرته مجلة لانسيت، معتبرة إياه واحدا من أكثر الدراسات العالمية تفصيلاً للأمراض غير المعدية في التاريخ، أكد أن فرص الوفاة في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم بسبب أمراض غير معدية مثل السرطانات، والقلب، والسكر ، هو أكبر احتمالية بكثير من فرص الوفاة بأمراض معدية اعتبرها العالم لسنوات رعبا كبيرا، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
وبحسب البحث فإن السيدة التى تبلغ من العمر حاليا 30 عاما في بريطانيا لديها فرصة بنسبة 9 في المائة للوفاة قبل أن يصل عمرها إلى 70 بسبب أحد الأمراض المزمنة الرئيسية الأربعة، السرطان، القلب، السكر، والأمراض التنفسية.
وفى جدول حول احتمالية الموت قبل سن الـ 70 عاما فإن كوريا الجنوبية تعد الأقل احتمالية، حيث أن احتمال الوفاة قبل سن الـ 70 عاما فى هذا البلد الآسيوى أقل من 4.7%، فى حين تتصدر منغوليا وسيراليون الناحية الأخرى من الجدول، فإذا كنت مواطنا فى منغوليا أو سيراليون، فإن احتمال وفاتك قبل سن الـ 70 تعادل حوالى 38.8% فى سيراليون إذا كنت رجلا ، و32.6% إذا كنت سيدة.
وكان الترتيب بالنسبة للرجال، هو منغوليا حيث تصل احتمالية الوفاة قبل سن الـ 70 حوالى 38.8 ، ثم فيجى حيث تصل النسبة إلى 36.8%، وبعدهم كازاخستان حيث تصل النسبة 36.8%، ثم تركمانستان 36.7%، وبعدها روسيا بنسبة 36.5%، ثم روسيا البيضاء بنسبة 35.2%، واوكرانيا بنسبة 35.1% وجورجيا 34.9%، وكوريا الشمالية بنسبة 33.4%,
وفى النساء كانت سيراليون الأسوأ بنسبة 32.6%، وبعدها كوت ديفوار بنسبة 30.1%، ثم غانا بنسبة 28.8%، ثم اليمن بنسبة 28.2%، وافغانستان بنسبة 27.7%، وغينيا الجديدة بنسبة 26.6%، ومالى بنسبة 26.2%، وليسوتو بنسبة 25.2%، وهاييتى بنسبة 25%، واخيرة جمهورية لاوس بنسبة 24.9%.
وقدرت الدراسة أن نحو 41 مليون شخص سنوياً يموتون بسبب الأمراض المزمنة الأربعة، القلب، والسكر، وامراض التنفس، والسرطانات، وهو ما يعادل وفاة واحدة من كل سبعة في جميع أنحاء العالم.
وقالت الدراسة إن الأمراض المزمنة وغير المعدية، هي السبب الرئيسي للوفاة المبكرة بالنسبة لمعظم البلدان، ويرجع ذلك بسبب الفقر، والتسويق دون رقابة للكحوليات والتبغ عبر الشركات متعددة الجنسيات، وكذلك ضعف أنظمة الرعاية الصحية بسبب الفقر، وهو ما يجعل الأمراض المزمنة خطراً أكبر على صحة الإنسان من الأعداء التقليديين مثل "البكتيريا والفيروسات".
وقال التقرير إن بريطانيا وأستراليا وفرنسا وألمانيا والهند والصين سيفشلان فى تخفيض هذه المعدلات من الوفيات إذا استمرت الأوضاع على ما هو عليه، بل إن الوضع يتدهور فى الولايات المتحدة ويتخذ منحى سيئا بالنسبة للموت قبل عمر الثلاثين، وعلى تلك الدول أن تتخذ إجراءات فورية لخفض معدلات المدخنين، ومقاومة وتعاطي الكحول وهو ما يمنع وفاة ملايين الأشخاص قبل متوسط عمر الإنسان.