عودة لزمن "بابلو سكوبار".. إنتاج الكوكايين وصل إلى "أرقام غير مسبوقة"
الجمعة، 21 سبتمبر 2018 04:00 م
كثيرون شاهدوا المسلسل الأمريكى الشهير "NARCOS" الذى عرض على شبكة نتفليكس خلال السنوات الثلاثة الماضية، هذا المسلسل الذى أحدث ضجة كبيرة حول العالم،وأعاد للواجهة تاجر الخدرات الأكبر فى التاريخ "بابلو سكوبار" الذى جعل من كولومبيا وجهة المخدرات الاكثر خطورة فى العالم كله، عبر عصابته الموجودة فى مقاطعة "ميديلين".
سكوبار جلب كثير من الانظار اليه، فقد فاز بمقعد فى البرلمان، وأحب الشهرة والأضواء، ورعى كرة القدم فى بلاده، مما لفت الانتباه إليه، فكانت نهايته القتل وحيدا على يد قوة مشتركة بين الجيش الكوليمبى ومكتب مكافحة المخدرات الأمريكى.
لكن نهاية سكوبار لم تكن ابدا نهاية الكوكايين فى كوليمبيا، التى قالت الأمم المتحدة إن انتاج الكوكايين بلغ مرحلة تاريخية، فقد بلغت المساحة المزروعة بنبات الكوكا الذى يستخرج منه المخدر في كولومبيا أعلى رقم مسجل في تاريخه وهو 171 ألف هكتار ( ما يعادل 422 ألف فدان ) بزيادة 25 ألف هكتار ( ما يعادل 61 ألف و777 فدان ) عن العام السابق، اى بزيادة 17% عن العام السابق، وأن الزيادة فى بعض المقاطعات مثل أنتيوكيا وبوتومايو ونورتي دي سانتاندير وكاوكا تُظهر أكبر زيادة في المساحة المزروعة لنبات المخدر حوالى 64 في المائة.
التقرير الذى أعده مشروع الامم المتحدة لرصد المحاصيل غير المشروعة، التابع لمكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات أكد أن 80% من الأماكن التى يزرع بها الكوكايين خلال العشرة سنوات لم تتغير وتبقى كما هي، ما يشير إلى صعوبة جهود المكافحة، وتنتشر الزراعة فى الغالب بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان، حيث تقل 33 في المائة منها على بعد أكثر من 10 كيلومترات من المناطق المأهولة بالسكان ، فى حين ان 16 في المائة من مناطق زراعة الكوكا تبعد أقل من 10 كيلومترات عن الحدود مع فنزويلا والإكوادور وهي الدول الأكثر تضررا من هذه التجارة غير المشروعة.
وفى الامر الكثر من المفارقات، فقد ارتفعت جودة الكوكا المزروعة، لتنتج اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﯾوم ﺣواﻟﻲ 33 ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﮐﺛر ﻣن ﻋﺎم 2012، ورغم زيادة مضبوطات الكوكايين بنسبة 20 في المائة، إلا أن زيادة المساحة المزروعة مع ارتفاع جودتها عوضت تلك المضبوطات بالنسبة للتجار.
واعتبرت الامم المتحدة فى تقديراتها أن الإنتاج المحتمل للكوكايين بلغ 2.7 مليار دولار ، وأن هذا المبلغ الضخم لا يتوقف فقط عن كونه تجارة تقتل الآلاف كل عام، لكنه أيضا له فى كولمبيا تحديدا علاقات سياسية كبيرة، إذ طالما دعمت اموال المخدرات الميليشيات المتحاربة فى كوليمبيا، البلد الذى عانى صراعا اهليا امتد لنحو 40 عاما، قبل أن تلقى حركة "الفارك" الشيوعية سلاحه أخيرا وتقبل فى الدخول فى عملية سلام.