«فولكس فاجن».. كيف أصبحت غلطة الشاطر بـ«مليارات»؟
الخميس، 20 سبتمبر 2018 12:00 م
يقولون إن "غلطة الشاطر" بـ "ألف" لكن فى حالتنا هنا فإن غلطة الشاطر بـ 10 مليارات دولار، هي قيمة التعويض الذى تواجهه الشركة الضخمة، بسبب فضيحتها الخاصة بانبعاثات الديزل، وذلك فى القضية التى رفعها على إدارتها حملة الأسهم، مطالبين إياها بتعويضهم عن الخسائر التى تسببت فيها تلك الإدارة خلال الأزمة المعروفة بـ "فضيحة انبعاثات الديزل".
الفضيحة التى تفجرت قبل ثلاث سنوات، والتى ثبت فيها أن عملاق صناعة السيارات الألمانية، استخدمت تكنولوجيا خاصة على سياراتها ووضعت برامجا استطاعت خداع المسئولين عن كشف التلوث فى انبعاثات سياراتها التى تعمل بالديزل، إذ أظهرت المؤشرات أن انبعاثات الديزل دون المستوى التى تحدده الاتفاقات، لكن الحقيقة لم تكن كذلك، بل إن الانبعاثات كانت فى مستوى شديد الخطورة ومحظور منذ الثمانينات.
فى البداية اكتشف الأمريكيون "الخدعة" عندما اكتشفوا ان 600 ألف سيارة تعمل بالديزل أدخلتها "فولكس فاجن" إلى أراضيهم عليها هذه البرمجية المخادعة، وعلى الفور تفجر الأمر ليتم اكتشاف ان هذه المنهجية فى عدد كبير من سياراتها، لتضطر الشركة إلى سحب 11 مليون سيارة حول العالم.
فى هذه اللحظة دخلت الشركة فى سلسلة مشاكل ضخمة، فبعد سحب السيارات، خسرت الشركة 3.2 مليار دولار بسبب هذه الفضيحة، ثم اضطرت لدفع واحدة من أكبر الغرامات فى تاريخ القارة الأوربية بقيمة 1.4 مليار دولار، ثم اضطرت لان تدفع 14.7 مليار دولار لعملائها فى القضية التى رفعت ضدها فى الولايات المتحدة الأمريكية ألقى القبض عن المهندس المسئول عن هذه الفضيحة جيمس ليانج ، والذى صمم برنامج الخداع الخاص، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة 200 ألف يورو، ثم امتد الأمر ليكشف أن للمسألة علاقات ضخمة بساسة ألمان، وكذلك بشركات شقيقة لفولكس فاجن مثل أودى التى ألقى القبض على مديرها هذا العام لاكتشاف علاقاته بالمسألة.
وتسببت الفضيحة فى أن تدفع حوالى 27 مليار يورو غرامات وتكاليف قانونية وعقود، لكن الضربة القاضية كانت موجهة لأسهم الشركة التى خسرت 37% من قيمتها بسبب هذه الفضيحة.
فى هذا الشهر بدأت واحدة جديدة فى سلسلة القضايا التى تواجهها الشركة، وهي القضية التى رفعها 1670 من ملاك الأسهم الذين يقولون إنهم تعرضوا للخسارة بسبب قرار إدارة الشركة، وأنهم لو كانوا يعلمون بهذه المسألة لباعوا اسهمهم قبلها بدلا من الخسارة، لكن الإدارة تقول إنها لم تكن على علم بهذه المسألة، وأن الامر كله عبارة عن خطة من المهندسين فى الشركة.