الأهم من المنتج ترويجه.. كيف نستغل مقتنيات كوم إمبو الجديدة فى جذب الأنظار لأسوان؟
الجمعة، 21 سبتمبر 2018 02:00 م
الترويج للمنتج أهم من المنتج، هذه المقولة إذا كانت تمثل ضرورة للسلع المعمرة والاستهلاكية فإن أهميتها تتضاعف عندما ترتبط بالتاريخ ولا شئ أعظم فى هذا التاريخ سوى تراثنا الحضارى على مر العصور خصوصا الفرعونى.
والمؤكد هو اننا فاشلون بدرجة أو بأخرى فى الترويج واستثمار تراث جدودنا الأمر الذى يجب أن يتوقف لتتغير وجهتنا إلى الإعلان عن إنجازات حضارتنا بعد كشف المزيد من تفاصيلها.
مؤخرا ظهرالعديد من الحقائق التاريخية بواسطة البعثة المصرية - بدعم من الوكالة الأمريكية بمصر -التى استغرق عملها الذى استغرق نحو سنة، لرفع المياة الجوفية من اساس معبد كوم أمبو، الحقائق التى نحن بصدد الحديث عنها جاءت عبرسلسلة من الاكتشافات الأثرية فى أرضية المعبد بلغت 18 اكتشافا.
ما سبق مفرح بطبيعة الحال لكن ينقصنا الاستغلال الجيد لهذه الاكتشافات بترويجها سياحيا وجذب الجانب لزيارة إحدى أهم المقاصد السياحية وهى أسوان.
الاكتشافات:
وشملت قائمة الاكتشافات الجديدة، تابوت من الحجر الرملى داخله مومياء سليمة، فى مقبرة تعود للعصور المتأخرة بجوار مقبرة الأغاخان وهذا الكشف - وفقا للدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة - حدث خلال أعمال التنظيف داخل المقبرة.
وأضاف سعيد:عثرت البعثة المصرية فى المقبرة ذاتها تمثال من الخشب للمعبود حورس بحالة جيدة ونقله إلى المخزن المتحفى لفحصه والوقوف على شرح تفصيلى له وتحديد عمره التاريخى، لافتًا أن حالة بعض المومياوات دفنت بطريقة عشوائية فى إحدى المقابر الجماعية.
وداخل معبد كوم أمبو عثرت البعثة المصرية على 18 كشفًا خلال عام منها تابوت وعدد من المومياوات، وجاء ذلك أثناء العمل فى مشروع رفع المياه الجوفية من أساسات المعبد وما زالت البحث مستمرا للوصول إلى اكتشافت آخرى تتضمن مزيد من الحقائق التاريخية القادرة على تغيير مفاهيم أثرية هامة، أبرزها تغير العمر التاريخى المعروف لمعبد كوم أمبو من العصر اليونانى الرومانى إلى عصر الفراعنة.
وأوضح مدير آثار كوم أمبو، أن من بين اكتشافات معبد كوم أمبو، مجموعة من رؤوس التيجان للملك رمسيس الثانى والأحجار واللوحات الجدارية من عهد الملك تحتمس، والتى كشفت مفاجأة كبيرة فى عمر المعبد، والكشف عن رأس الملك ماركوس أورليوس، والكشف عن نصر معمارى من عهد فيليب إرهاديوس شقيق الإسكندر الأكبر، بجانب لوحتين من عهد بطليموس الخامس وورشة لصناعة الفخار تؤكد اكتظاظ مدينة كوم أمبو بالسكان منذ آلاف السنين.
السؤال الأهم : كيف نسوق هذه المقتنيات الأثرية الأخيرة ليدرك العالم بعدها تغير حقائق تاريخية؟.
- قبل الإعلان عن الاكتشاف يجب تحديد مدى قيمته لمصر وموقع اكتشافه.
- لإعلان عن الاكتشاف فى مؤتمر صحفى تنقله كل وسائل الإعلام الغربية والمحلية.
- عدم الاكتفاء بنشر خبر،على موقع الوزارة وبشكل مبسط يجعل نلقه عبر وسائل الإعلام غير مثير للرأى العام، لذا يجب تبسيط المعلومات لتداولها بقاعلية للعالم.
وكشف الدكتور أحمد صالح،عن أن بعض الاكتشافات الأخيرة لم يتم استغلالها والترويج لها جيدًا، ومنها لوحتين إحداهما تضاهى فى قيمتها التاريخية حجر رشيد، حيث تضم عددًا من رموز اللغة الهيروغليفية والديمقوطية تعتبر نموذجا شبيها بحجر رشيد الذى يتم عرض بالمتحف البريطانى، فكان لابد من التسويق لها جيدا والتركيز على أن مصر أصبحت تمتلك حجر رشيد آخر وعرض اللوحة بأحد المتاحف المصرية.
واقترح مدير آثار أسوان، إقامة معرض مفتوح بجوار معبد كوم أمبو، يضم كافة الاكتشافات التى عثر عليها خلال مشروع رفع المياه الجوفية، وبالتالى يتم بإضافة مقصد سياحى جديد بتذكرة تضاف قيمتها لمواردها المالية.