ما تبنيه الأم في فترة الحمل يهدمه التلفاز.. هل يتراجع ذكاء الطفل المصري كلما تقدم في العمر؟

من وقت لآخر، تطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية والفضائيات، بأنباء طفل مصري، استطاع الفوز في مسابقات عالمية لذكائه وتفوقه على أقرانه من أطفال العالم، ومنها حصول الطفل المصري عبد الرحمن حسين، والبالغ من العمر 13 عاما، على جائزة أذكى طفل في العالم، في المسابقة العالمية التي أقيمت في ماليزيا.

 

وكان قد شارك في المسابقة، أكثر من 70 دولة، وكان من ذكاء هذا الطفل، أن تمكن من حل (230) مسألة حسابية معقدة في (8) دقائق فقط، مستخدما ذكاءه العقلي، وحصل على المركز الأول من بين (3000) متسابق من جميع أنحاء العالم. وقد تكررت مثل هذه المسابقات في أكثر من دولة، ويكرر فيها- كذلك- فوز الأطفال المصريين بالجائزة الأولى، متفوقين على الكثير من أقرانهم في أنحاء العالم.

 

يحظى الأطفال في أنحاء المعمورة- غالباً- بنسب ذكاء متفاوتة، تختلف من الريف للحضر، ومن مجتمعات الصحاري إلى سُكان الوديان والدلتا، ومن الشمال للجنوب، ومن المجتمعات الصناعية والاقتصادية المتقدمة، عن البلدان والدول الفقيرة والنامية، نتيجة لعوامل كثيرة وعديدة تؤثر في تنمية أو تقليل نسبة الذكاء.

 

وفى جميع الحالات، كان البعض يعتقد أن الذكاء صفة يكتسبها الطفل من الأب فقط، إلاّ أن دراسة أمريكية حديثة، أكدت أن الأطفال الأذكياء، يعود فضل ذكائهم لأمهاتهم وليس لآبائهم، وعلى النقيض من ذلك تماماً، فإن الأطفال قليلي الذكاء أو الأغبياء تعتبر أمهاتهم المسؤولات عن هذا الغباء.

ذكاء الطفل يعود إلى الأم
قبل الخوض في الحديث عن الدراسات، التي رصدت كل ما يتعلق بالذكاء، نؤكد أن علماء النفس قد  اختلفوا في تعريف الذكاء، فمنهم من عرّفه حسب وظيفته وغايته، ومنهم من عرّفه حسب بنائه وتكوينه، ومنهم من عرّفه تعريفاً إجرائياً، غير أن التعريف العام للذكاء هو:القدرة على التعلم وحل المسائل وفهم البديهيات وإحداث التفكير التأملي. 

 

وقد أكدت دراسة أمريكية، أن (80%) من ذكاء الطفل يعود إلى الأم. وأوضحت الدراسة أن الجينات التي يرثها الطفل عن أمه، هي التي تلعب الدور الحاسم في تحديد مستوى ذكاء الطفل، أكثر من الجينات التي يرثها الطفل عن أبيه، ويأتي هذا نتيجة أن الجينات التي تحدد ذكاء الأبناء، تتركز في الكروموزوم الموجود «اثنان منه عند الأم»، في حين أن الأب يحمل «كروموزوماً واحداً» فقط.

 

 

وهو ما يُحتّم على الأم- خلال هذه الفترة- أن تزيد من كمية البروتين، التي تتناولها يومياً، عن طريق زيادة كميات الجبن والسمك واللحوم والدواجن.

 

بينما توصلت دراسة أخرى، إلى أن تناول الفيتامينات أثناء فترة الحمل، يجعل الأطفال أكثر ذكاءً، حيث وجد الباحثون أن تناول الحوامل للمكملات الغذائية، يُحسّن الذاكرة الإجرائية المسؤولة عن المهارات الحركية للطفل، إلى ما يعادل نصف سنة إضافية من الدراسة.

 

في تفسير ومعاني الذكاء، يمكن الحديث عن عشرات التعريفات، التي تحدده حسب المفاهيم وأُطُر استخدامه، وقد خاضت في هذا المجال، مئات بل آلاف الدراسات والبحوث في مصر والعالم، ومنها تفسير الذكاء على أنه «المعرفة، أو التكيف، أو زيادة خلايا المخ، أو القدرة على التعلم، أو التفكير المجرد، أو التوافق مع الظروف، أو الحكم السليم، أو العمل الهادف، أو النجاح في المدرسة أو الجامعة، أو القدرة على حل المشكلات»، وغير ذلك الكثير والكثير من التعريفات.

 

ومن ضمن هذه البحوث والدراسات، شغلت دراسات الذكاء من منظور إسلامي، جانبا هاما من أرفف المكتبات المصرية والعربية والإسلامية والعالمية، ومنها البحوث والدراسات، التي ربطت «الذكاء بالتحصيل الدراسي وعلاقته بالقيم الإسلامية التربوية».

 

من خلال أحد مؤلفات، الدكتور على عبد الحميد على، الذي أفاض  فيه عن الذكاء وتعريفاته، ومجالاته، من خلال نفس العنوان: «الذكاء والتحصيل الدراسي وعلاقته بالقيم الإسلامية التربوية».

الذكاء الإنساني والبيئة والوراثة
الدكتور أحمد مجاور، أستاذ مساعد للصحة النفسية، بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية، يؤكد أن ذكاء الطفل المصري- بعيدا عن مدى صحة هذه المقولة- يقودنا إلى القول أن الذكاء الإنساني من المفاهيم التي تتأثر بالوراثة والبيئة معاً.

 

ويولد الطفل ولديه كافة الاستعدادات الوراثية للذكاء، ثم تأتى البيئة وتتدخل بعواملها الأسرية والمجتمعية والتعليمية والثقافية، وبرامج التلفاز وغيرها، من العوامل التي توجه الطفل نحو التبلد والحفظ واللامبالاة وعدم الاهتمام. ومن هنا تنخفض القدرات والاستعدادات العقلية، التي تنمو وتتطور بالفهم والتحليل والتفسير والإبداع وكثرة القراءة.