من التدريب للتشغيل.. قصة نجاح 40 ألف طالب فني ينضموا سنويا لسوق العمل بالمصانع
الخميس، 20 سبتمبر 2018 06:00 م
تحظي تجربة التعليم الفني فى مصر لدي البعض بصورة ذهنية سيئة، نتيجة لعدم ملائمة الخريجين لاحتياجات سوق العمل، فى الوقت الذي تعاني فيه المصانع العاملة فى مصر من عدم توافر العمالة المدربة للعمل لديها، مما ترتب عليه اتساع الفجوة بين خريجي التعليم الفني وفرص العمل المتاحة للشباب.
نظام التعليم المزدوج، يعد واحدا من قصص النجاح القليلة التي تعكس أهمية الدور الذى من الممكن أن يلعبه التعليم الفني فى مصر لتوفير فرص عمل، واستيعاب نسب البطالة فى مصر، حيث يتولي نظام التعليم المزدوج تدريب الآلاف من طلاب المدارس الفنية، وفقا للنظام الألماني وتحت إشراف الوكالة الألمانية للتعاون الفنى GIZ، حتى أصبح هذا النظام أحد أبرز البرامج الأكثر اقبالا من المصانع لتشغيل الخريجين.
ويقضي الطالب فى نظام التعليم المزدوج نسبة 70% من الوقت المخصص للدراسة داخل المصانع والشركات، لإكسابه المهارات الفنية اللازمة للتعامل العملى مع سوق العمل، مقابل 30% من الوقت في الدراسة النظرية بالمدرسة.
نظام التعليم المزدوج يعد من أنجح البرامج المطبقة فى مصر لتخريج طلاب متعلمين مؤهلين لاحتياجات سوق العمل، وفقا لأسامة حفيلة رئيس المركز الوطني السابق، حيث أن الطلاب فى هذا البرنامج يجمعون بين الخبرة النظرية والعملية فى نفس الوقت، عن طريق المصانع التي توفر الماكينات وخوط الإنتاج لتدريب الطلاب.
وقدر أسامة حفيلة فى تصريحات لـ"صوت الأمة" إجمالي الطلاب خريجي هذا النظام بأنه لا يقل عن 40 ألف طالب موزعين على محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلاب يتدربون 4 أيام فى الأسبوع نظير أجر، والنابغين منهم يحصلون على أجر كامل مثل العمال، وهو ما يعد نظام تعليم تكافلي إجتماعي.
وأكد حفيلة، أن خريج نظام التعليم المزدوج هو أكثر المطلوبين فى سوق العمل بالمصانع، لأنه مدرب واقعيا على الماكينات الحدثية، مشيرا إلى أنه منذ عامين أجرت الوكالة الألمانية تقييما لتجارب التعليم لديها فى دول العالم لقياس مدي فائدة البرنامج، وأحتلت مصر المركز الأول من واقع النتائج التي حققها البرنامج فى مصر.
ويشارك فى مشروع التعليم المزدوج أكثر من 40 مدرسة فنية، وفقا للاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، وما يقرب من 40 ألف طالب فى التخصصات الفنية يتدربون في أكثر من 3 آلاف منشأة تدريبية موزعة فى عدة محافظات.
وبدأ مشروع التعليم المزدوج فى مصر، من خلال مدرسة واحدة فقط فى مدينة العاشر من رمضان الصناعية، من خلال بروتوكول تعاون مع ألمانيا، وبدأ المشروع فى التوسع على مستوي المحافظات، إلى أن وصل عدد الدارسين إلى 43 ألف طالب، موزعين بين قطاعات صناعية مختلفة من بينها النسيج والتبريد والتكييف، والسيارات.