بالفيديو والصور.. بعد كارثة كفر الشيخ «معديات الموت» تُهدد حياة أهالي المحافظات..فى الصعيد للخراف والحمير..«ملاهى ومراجيح» بالإسكندرية..أشباه مراكب فى القناة..والدلتا «وسائل نقل للآخرة»

الأحد، 03 يناير 2016 03:56 م
بالفيديو والصور.. بعد كارثة كفر الشيخ «معديات الموت» تُهدد حياة أهالي المحافظات..فى الصعيد للخراف والحمير..«ملاهى ومراجيح» بالإسكندرية..أشباه مراكب فى القناة..والدلتا «وسائل نقل للآخرة»
هشام صلاح ـ أحمد النبوى ـ أحمد صالح ـ سمر القديرى

دقائق معدوده هى زمن المسافة التى تقطعها «معديات الموت» فى النيل للعبور للضفة الآخرى من النهر، دقائق تفصل أحيانًا بين الحياة وقبضة عزرائيل، ربما تكون تلك العبارة الأنسب لوصف حالة «الخطر» التي تواجه الشعب بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، كارثة تقع من حين لأخر يدفع ثمنها البسطاء، الكارثة ترصدها «صوت الامة» فى هذا التقرير.



خارج السيطرة

جاء الحادث الأخير الذي وقع بمحافظة «كفر الشيخ»، وبالتحديد بقرية «سنديون» التابعة لمركز فوه، والذي أسفر عن غرق 15 شخصًا إثر غرق مركب كانوا يستقلونه، ليفتح من جديد ملف «مراكب الموت».

فقد صرح مصدر مسئول بالإنقاذ النهري لـ«صوت الأمة»، إن غالبية المعديات النيلية المتواجدة بالمحافظة لا تصلح للعمل، بسبب ما تعانيه من عيوب فنية، أبرزها وجود حواجز حديدية خلف السيارات، كما أنها لم يطرا عليها أية تطورات فعلية، فضلًا عن عدم وجود تراخيص لها.



موت فى أحضان النيل

معديات «قنا» لا فرق فيها بين البشر أو الحيوانات والبضائع، فالكل فى النهاية بمثابة زبون لدى صاحب المعدية، الذي يسعى لزيادة الحصيلة دون وعي أو إدراك لما يمكن أن يحدث جراء تحميل العبّارة زيادة عن حمولتها.


الأمر الذي جعل البعض يصفها بأنها قنبلة موقوتة، فبمجرد جلوس الراكب يُفاجأ بحمار أو خروف بجواره، دون مراعاة لآدمية الركاب، فالمعديات تحمل البشر والحيوانات والبضائع فى آن واحد، ورغم المآسى التى تشهدها المعديات بالمحافظة فإن الحكومة بعيدةً تمامًا عمّا يحدث، وكأن الأمر لا يعنيها.


ويستخدم أهالي قنا المعديات فى أكثر من منطقة أشهرهم، التى تربط بين مركزي «قوص» و«نقادة»، والمعديات التى تربط بين مركزي «دشنا» و«الوقف»، لكن هناك الكثير من المعديات والمراكب الصغيرة التى تربط بين القرى التابعة لهذه المراكز وهى عبارة عن قنابل موقوتة تهدد بسقوط العديد من الضحايا فى أى لحظة لتهالك المراكب وعبورها فى مناطق خطرة وعدم وجود مراسى للرسو فيها بأمان.



توابيت عائمة

ويطارد شبح الموت، أهالي محافظة المنيا، من المترددين على المعديات النيلية، من قرى شرق النيل، لإفتقارها إلى شروط السلامة، وعدم مطابقتها للمواصفات، ما جعل المواطنين يطلقون عليها "التوابيت العائمة".


يتهم أهالى المحافظة أصحاب المعديات والمحليات في وقوع الحوادث، لعدم إهتمامهم بصيانتها طوال العام، بسبب ما وصفوه بتشعب الفساد بين موظفو الوحدة المحلية، وعدم قيامهم بعملهم بمراقبة المعديات التابعة لها.



الطريق السريع للآخرة

ويُعبر أهالي قرية «المعابدة» بمحافظة أسيوط، عن إستيائهم الشديد، من سوء حالة معدية القرية التي تربط بين ضفتي النيل الشرقية والغربية، فقد أصبحت المعدية عاجزة عن أداء مهمتها، وفي قرية «ساحل سليم»، ينتظر الأهالي رحلة العذاب اليومية للموت مع المعدية التي أصابها العجز وإنتشرت بها الأعطال، أما معدية قرية «الهمامية» التابعة لمركز البداري فهى مرشحة لتكون سبب في وفاة أومقتل العشرات من المواطنين حيث يصيبها الكثير من الأعطال.



نعوش محتملة

وتفتقد المعديات النيلية بـ«بني سويف»، لأبسط معايير الأمان حيث تعمل بدون تراخيص، ويقف ركابها أمام المرسى في إنتظار المصير المجهول خلال رحلة العبور من الجانب الشرقي لنهر النيل والعودة.

وتشهد المحافظة، كوارث متعاقبة بالمعديات التي تعد الوسيلة الوحيدة لنقل المواطنين عبر النيل، ولولا تدخل العناية الإلهية لشهدت المحافظة كوارث إنسانية خاصة مع الإنكسارات اليومية لأبواب المعديات وسقوط الطلاب يوميًا فى النيل.



سيف مسلط على القرى

وفى محافظة «سوهاج» تعانى 12 قرية و15 نجع من خطر الموت غرقًا داخل معديات الموت، فأهالى القرى ينعزلون عن العالم منذ الساعة الخامسه مساءً وحتى السابعة صباح اليوم التالى بسبب توقف المعديات التى تنقلهم إلى العمل نتيجة تهالكها، ويعانى الأهالى من خطر تلك المعديات التي تقل علي متنها السيارات ذات الأوزان الثقيلة والمواطنين.



أشباه معديات

أما فى بورسعيد توجد «أشباه معديات»، وهو الوصف الصحيح لحالة المعديات بالمحافظة، بسبب سوء الخدمات في المعديات وعدم الدفع بمعديات جديدة منذ سنوات طويلة والإكتفاء بدهان القديمة وصيانتها فقط، ويحمل الأهالى، عمال الشركة المتعاقد لتنظيم السيارات داخل المعديات، مسئولية العديد من الحوادث لتقصيرهم في أداء عملهم.



ملاهى ومراجيح

كارثة محققة تهدد الآلاف من التلاميذ بمجمع المدارس بمنطقة العوايد شرق الإسكندرية، والذين يعبرون ترعة المحمودية المقابلة لمدارسهم، ذهابًا وإيابًا بواسطة «المعديات»، الأمر الذي يُهدد بغرق عشرات الطلاب إذا ما غرقت إحدى تلك المعديات والتي لا تتوافر فيها أدنى شروط السلامة، فضلًا عن أن القائمين عليها مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر قاموا بأخذ جانب الترعة بوضع اليد، حيث قاموا بوضع المعدية وعلى جانب آخر «ملاهى»و«مراجيح»، تعمل بالكهرباء المسروقة من أعمدة الإنارة.




حرائق عرض مستمرة

وفى مدينة دمياط تعانى معدية أبو العزم بكورنيش النيل بمنطقة الاعصر التى تعمل لنقل المواطنين بين ضفتى مدينة دمياط وقرية السنانيه على نهر النيل من الإهمال المستمر حيث شبت الحرائق فى نفس المعدية اكثر من خمس مرات فى شهر واحد، والخطير فى الأمر أن المعدية تبتعد أمتار قليلة عن مديرية أمن دمياط.



وسائل نقل للأخرة

فيما ينتظر أهالى منطقة «جزيرة الدهب» بالجيزة، الموت يوميًا، أثناء إستخدامهم للعبارات النيلية التي لا يوجد لها أي بديل آخر يستخدمونه في الخروج والدخول إلى الجزيرة، فضلا عن التراخي الحكومى في إزالة الحشائش والتعديات الموجود على النيل وهو ما يعرض ضفتي النيل للإنحسار التدريجي مما يجعل الرؤية محجوبة وقد تعرض المعدية للاصطدام بأي مركب آخر.



معديات فى دائرة الخطر

وفي «البحيرة» يعتمد العديد من أهالي قرى المحافظة، على المعديات كوسيلة إنتقال لا بديل لها خاصة بالنسبة للبسطاء الذين تُفرض عليهم أعمالهم الإضطرار إلى إستخدامها رغم المخاطر التي يتعرضون لها بسبب تهالك أغلب المعديات وعدم صيانتها من خلال جهات فنية لتأمين حياة المواطنين، علاوة على إستغلال وقت الذروة في تحميل أكبر عدد من الركاب إضافة إلى سيارات النقل والأجرة وغيرها من المركبات وأحيانا الماشية.


مخدرات وسلاح

10 دقائق هى زمن المسافة التى تقطعها «معديات الموت» فى نيل المنوفية بإتجاه محافظة الجيزة، حيث لا يوجد رقابة على السيارات والمواطنين الذى يستقلون المعديات، مما يساعد على زيادة حجم الجريمة، وتهريب المخدرات والسلاح والمساجين من خلالها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة