الانتحار أحد المخاطر.. الأباء المثاليون يشكلون خطرا على أبنائهم لهذه الأسباب

يحاول الآباء والأمهات دائما تقديم أفضل ما لديهم تجاه أبنائهم، لكن ما لا يعرفه الكثير، أن الأفراض الذي يصل حد الهوس بالمثالية والكمال، بإمكانه أن يؤثر بالسب على الأبناء وان يشكل خطرا على صحتهم النفسية، بحسب الكاتبة والباحثة التربوية ماري رمسيس.

تقول «رمسيس»، إن فكرة الأم المثالية أو «سوبر ماما» هي أكذوبة كبيرة، وما يحتاجه الأبناء ليس شخصًا خارقًا وإنما أب أو أم جيد ومحب وسعيد أيضًا، وعلى العكس يمكن أن تنعكس هذه المثالية على الأبناء بالسلب.

وتضيف الباحثة التربوية، إن الأب أو الأم المثاليان يكونان من الشخصيات الدقيقة جدًا يريدان كل شيء جيد وصحيح بنسبة 100% ويطبقان هذا على الابن، يريدان أن يكون سلوكه مثاليا بنسبة 100% ودرجاته مثالية ونظافته وكل شيء مكتملة دون أي نسبة خطأ، حتى في الجوانب الاجتماعية يفرضوا عليه أن يتصرف بالطريقة التي يرونها مثالية جدًا ولا يتركا له حتى أي مساحة أن يقول رأيه أو يعبر عن نفسه.

ماري رمسيس

وأشارت الباحثة التربوية، إلى أنه من سلبيات الآباء المثاليين أيضًا أنهم دائمًا ما يسلطون الضوء على أخطاء الابن وليس إيجابياته، بالتالي تهتز ثقة الطفل في نفسه لأنهم لا يشجعونه أبدًا وحتى لو قام بشيء جيد بنسبة 80% لن يشجعوه وسينتقدون أنه ليس جيدا بنسبة 100%.

وكشفت «رمسيس» أنه نتيجة لهذه الانتقادات الدائمة تتربى عند الطفل عقدة ذنب شديدة، فيشعر طول الوقت أنه خيب أملهم، وأنه سبب انزعاجهم وسبب تعاستهم وحتى لو مرضوا هو سبب تعبهم، بالإضافة إلى أن هذه المشاعر يمكن أن تتطور إلى عقدة نقص تجعله يرى فقط سلبياته ولا يدرك إيجابياته ومهاراته، وتجعله يرى نفسه أقل من الآخرين دائمًا ويمكن أن تتطور إلى شعور بالحقد تجاه الآخرين الذين يرى مميزاتهم فقط.

وحذرت الخبيرة التربوية، من أن الكثير من الأشخاص الباحثين عن الكمال والمثالية، والأبناء الذين تربوا على ذلك يصابون بالاكتئاب مع مرور الوقت وقد يصل الأمر إذا لم يعالج إلى الانتحار في النهاية.