من المسئولين الفيتناميين إلى الشعب: نرجوكم توقفوا عن أكل الكلاب
الإثنين، 17 سبتمبر 2018 03:00 م
نداء أطلقه المسئولين فى فيتنام هذا الأسبوع إلى الشعب الفيتنامى، مناشدين إياهم بأن يتوقفوا عن تناول الكلاب كطعام، وذلك حتى تتمكن البلاد من القضاء على داء "الكلب" وذلك بحلول عام 2021، لكن هل يمكن أن يتوقف الشعب الفيتنامى فى هانوى العاصمة عن تناول الكلاب؟، هذا أمر يستبعده الكثيرون.
لدى الكثيرين فى فيتنام اعتقاد شعبى راسخ بأن الكلاب تزيد القوة والقدرة على التحمل، وكذلك القدرة الجنسية، بالإضافة إلى انهم يعتبرونه طبقا شهيا للغاية، ويفضلون تناول لحومها عن بقية انواع اللحوم، بل إنهم يعتقدون أن الحكومة تحاول أن تمنعهم من تناول وجبتهم المفضلة فقط لكى تبدو صورتها جيدة أمام "الأجانب" الذين يجدون فى هذا أمرا غريبا ومستهجنا، وقال عدد من أصحاب مطاعم الكلاب فى تقرير لصحيفة "الأندبندت" البريطانية عن هذه التعليمات، إنهم لا يعتقدون أن الناس سيلتزمون، لأن الناس اعتادت على أكل الكلاب منذ الصغر ولم يتعرض أى شخص من قبل لأى مشكلة، وان هذا ياتى فى محاولة الترويج السياحى لا أكثر ولا أقل.
وفى العاصمة الفيتنامية هانوى والتى يعيش فيها حوالى 7 مليون شخص، فإن هناك حوالى نصف مليون كلب يعيشون بجوارهم، بعضهم يعيش فى مزارع ضخمة مخصصة لهم، اما على كامل التراب الفيتنامى فهناك حوالى 10ملايين كلب يتم تربيتها بغرض الأكل،ويعتقد أن حوالى 5 مليون كلب يتم قتله سنويا بغرض أكل لحومه فى فيتنام.
وقبل عدة سنوات اجرت الجارديان البريطانية تحقيقا عن هذه المتعة الفيتنامية الخاصة، فهناك مطاعم كاملة لا تقدم فى قائمة طعامها شيئا سوى الكلاب، هناك "حساء الكلب" هناك كلبمشوى مع الليمون والزنجبيل، كلب على البخار مع الصلصلة، كلب مشوى متبل بالفلفل والكزبرة، كما أن هناك حساء دم الكلاب ! .
تعتبر مسألة أكل الكلاب مشكلة كبيرة لدى المهتمين بحقوق الحيوان فى فيتنام، فلدى الفيتناميين اعتقادا أنه كلما عانى الحيوان فى موته كلما كان طعمه أفضل، لذا فإن الكلاب التى تقتل لتؤكل يتم معاملتها بأسلوب فظ، غذ يتم ضربها على رأسها بـ "ماسورة" معدنية ثقيلة حوالى من 10 إلى 15 مرة، وبعد ذلك يتم تمزيق حلقها، ثم طعنها فى صدرها بسكين كبير، وأحيانا يتم حرقها على قيد الحياة.
ولا تتوقف عملية التعذيب على الذبح، فهناك أيضا عملية "الغش التجارى" فى مسألة بيع لحوم الكلاب، إذ يتم وضع انبوب من معدة الكلب، ويتم ضخ الارز والماء ومواد صلبة أخرى فى معدتهم كي يتم زيادة وزنهم عند بيعهم.
ويتطور الأمر أيضا لوجود مافيا دولية تقوم بعمليات "خطف الكلاب الأليفة" من المنازل فى الدول المجاورة مثل تايلاند وتهريبها إلى فيتنام، وهناك يتم بيعها للتجار، حيث تسيطر على تلك العملية "مافيا منظمة" للتهريب، حيث تتجاوز ارباح بيع الكلاب ما نسبته 400%.
أمام هذا الشغف لا يبدو مطلقا أنه بالإمكان أن يتوقف الفيتناميين عن تناول وجبتهم الشعبية المفضلة، فهى بالنسبة إليهم "مفيدة صحيا"، "شهية ولذيذة"، وأيضا "رخيصة".