الوقاية خير من العلاج.. تطهير المنظومة الصحية من عفن الإهمال في رقبة الحكومة

 

يحدث فقط فى المستشفيات الحكومية أن يتوجه إليها المرضى ليخضعوا إلى جلسة غسيل كُلى فيلفظوا أنفاسهم الأخيرة، ما سبق ليس درب من المغالاة وتضخيم الأمور، بل واقع حدث في مستشفى «ديرب نجم» المركزي التابعة لمحافظة الشرقية، ليكشف عن رصيد العفن والإهمال الضارب بجذوره داخل المنظومة الطبية، والذي ترعرع خلال العقود الماضية، ومن ثم على المسؤولين المعنيين في وزارة الصحة إدراك أن تطهير المنظومة من الإهمال والفساد مُقدم على تطهير الجروج من القيح والصديد.

 

لعلها بارقة أمل أن يأتى تعامل الحكومة مع الأزمة جاء سريعا، حيث كلف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بسرعة التوجه إلى المستشفى لمتابعة الأزمة.

 

ثم جاء تحرك الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، التي تتحمل الجزء الأكبر من عبء تطوير المنظومة الصحية، بالتزامن مع الإشراف على مشاريع قومية معنيه بصحة المصريين، فكان القرار الصادر لقطاع الطب الوقائى بالكشف عن أسباب المشكلة الصحية التى تعرض لها مرضى الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم بالشرقية، وأمرت برفع درجة الاستعداد فى المستشفيات بمحافظة الشرقية وبعض المستشفيات الكبرى بالقاهرة لاستقبال أى حالات حرجة.

 

كوميديا سوداء

 

ملف الأخطاء الطبية الكارثية بالمستشفيات تاريخ حافل يحتاج عشرات المجلدات ليوثق، فبين الفوطة والمقص والصور السيلفي في غرفة العمليات، حتى كارثة ديرب نجم، يستمر مسلسل الأخطاء القاتلة بالرغم من التحقيق فى معظمها وعقاب الأطباء المقصرين والأمثلة عديدة وهنا نعرض حالتين مأساويتين فقط وليس على سبيل الحصر.

 

من عامين كاد مريض يدعى إسلام م" 19 عاما أن يفقد حياته، بمستشفى قنا الجامعى، بعد أن نسي طبيب جراحة "فوطة طبية" داخل بطن مريض عقب إجراء عملية "زائدة دودية".

 

الفوطة التى ظلت قابعة فى بطن المريض تسببت له فى آلام بشعة في البطن وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهو ما فشل الأطباء فى البداية أن يجدوا تفسير له.

 

الحادث الذى يتكرر كل دون أن يتعلم هؤلاء الأطباء من اخطائهم دعا المريض إسلام لمغادرة المستشفى بعد أن وقع عمه إقرار على مسئوليته الشخصية.

فى عيادة طبيب خاص اكشف الجميع كارثة وجود جسم غريب ببطن المريض  بعد إجراء أشعة ليقوم الطبيب باجراء عملية للمريض ويكتشف وجود "فوطه طبية" فى بطن المريض.

 

أما حكاية "فايزة" بعد ولادتها مع الأطباء فهى مأساوية بكل معنى الكلمة، فبدلا من خياطة البطن بشكل طبى تم خياطة الامعاء مع المعدة، "منذ العملية الخطأ وأعانى من انتفاخ وألم شديد فى البطن مع القئ المستر المسحوب بدم وطلب منى الأطباء إجراء عملية أخرى لفك الانسداد الموجود بالأمعاء وتركيب شبكة فى البطن".. هذا ما أكدته فايزة متابعة:" أنه منذ اكثر من 4 سنوات دخلت المستشفى وانا بصحة جيدة لا أعانى إلا من ألم الولادة ولكن للأسف خرجت منها بخسارة كبيرة فى صحتى النفسية والجسدية، وخصوصا بعد تعرضى لخمس عمليات لتصليح الأخطاء الطبية".

 

الجدير بالذكر أن رجلين وربة منزل، من بين 5 كانوا قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة أثناء إجراء الغسيل الكلوي في مستشفى "ديرب نجم بمحافظة الشرقية"، فـ"أثناء إجراء الغسيل الكلوي لعدد من المرضى بمستشفى "ديرب نجم" المركزي، توفى "فردوس عبدالله أحمد" ربة منزل، مُقيمة بقرية منشأة صهبرة، و"صبحي عبدالحي علي" مقيم بقرية الصويني، و"سلام محمد إبراهيم"، من كفر الحاج أحمد".. وفق تصريحات مصادر من داخل المستشفى.

 

وكان اللواء عبدالله خليفة، مدير أمن الشرقية، كان قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بوفاة عدد من حالات مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى "ديرب نجم" بعد أن نقلت سيارات الإسعاف عددًا من المرضى في حالات حرجة، وتوفى 3 منهم وجار محاولة إنعاش باقي الحالات.