حسين بندق.. قصة طفل ذبحه 3 أشخاص لسرقته بالإكراه

قبل 5 سنوات توفي والده، ليصبح بين ليلة وضحاها العائل الوحيد لأسرته، ما دفعه للعمل في عدة وظائف عدة لجلب أموال لتلبية احتياجات والدته وشقيقيه، انتهت بعمله سائق «توك توك» ملك أحد أهالي المنطقة.

لم يعلم الطفل حسين. م (16سنة)، وشهرته «بندق»، أن هذا الـ «توك توك» سيكون السبب في إنهاء حياته ومفارقة أسرته إلى الأبد، فبينما كان يتجول في شوراع منطقة النهضة في السلام، بحثا عن الرزق، كان هناك من يخطط لسرقة دراجة بخارية لبيعها والحصول على الأموال.

جلس 3 أشخاص يخططون لسرقة دراجة بخارية، وإذ يمر من أمامهم الطفل حسين وهو يقود «التوك توك» الذي يعمل عليه، ليطالبوه بتوصيلهم إلى طريق بلبيس الصحراوي، وما لبث أنا حاولوا سرقته حين وصلوا إلى منطقة نائية، لكنه أبى أن يترك التوك توك، وقاومهم، لينهال أحد عليه بسلاح أبيض ويودي بحياته.

رحلة البحث عن بندق

في منزل حسين بمساكن العبد بالنهضة، جلست الأم تنتظر نجلها وعائلها الوحيد ليتناولا سويا وجبة الغداء، لكنه تغيب على غير العادة، ليدب القلق والخوف في صدر الأم، وتبدأ بالبحث عنه في كل مكان.

بمرور الوقت تجمع شباب منطقة النهضة أمام منزل الضحية، وخرجوا جميعا للبحث عنه في كل مكان، حتى جاء اتصالا هاتفيا من صاحب التوك توك الذي كان يعمل عليه «حسين»: «تعالوا حسين مقتول وجثته في المشرحة».

تحكي والدة المجني عليه وهي تحتضن صورته: «يوم الخميس الماضي صلى الفجر وطالبني بالدعاء باس إيدي وقالي ادعيلي ياما ربنا يرزقني.. اتأخر على ميعاد الغداء، وتليفونه مغلق وبمرور الوقت دب الخوف في قلب الأم، وانتشر خبر تغيب الضحية وفشلت أسرته في التوصل إليه».

48 ساعة على الحادث

بعد مرور 48 ساعة عن الحادث تمكن ضباط مباحث قسم شرطة ثان السلام من تحديد الجناة، بعد أن قادتهم «الشطة» إلى تحديد أحد المشتبه بهم، لينفك لغز القضية وتبدأ الشرطة في ضبط الجناة.

لم يكتف المتهمون بسرقة الضحية وقتله، لكنهم جردوه من ملابسه، وشوهوا جثته لإخفاء معالمها، قبل إلقائها في صندوق قمامة، بحسب ما قاله مصدر أمني في تصريحات صحفية، لكن كانت محاولة إخفاء معالم الضحية هو الخيط الأول الذي قاد للإيقاع بالجناة.

يقول مصدر أمني: «أثناء فحص جثة الضحية تبين وجود آثار مسحوق الشطة على وجهه، وهى مادة يلقيها الخارجون على القانون لتعجيز ضحاياهم».

وبدأ فريق البحث الجنائي تتبع خيوط القضية، حتى أدلى أحد أصحاب المحلات بشهادة قادت لضبط الجناة، بعدما أفاد أن شابا من المنطقة يدعى« ناصر. ر» 19 سنة، عاطل، اشترى منه كمية من الشطة قبيل الواقعة.

ألقى فريق البحث القبض على المشتبه به، ليعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع المدعو «يوسف. ط» 22 سنة، عاطل، و المدعوة «رشا ا» 23 سنة «كوافيرة».

اعترافات الجناة

عقب القبض على المتهمين، أدلوا باعترافات تفصيلية للواقعة، وقال المتهم الأول في الواقعة «ناصر»، إنه نظرا لمرورهم بضائقة مالية اتفقوا فيما بينهم على سرقة إحدى الدراجات البخارية «توك توك» والتصرف فيها بالبيع، وفي سبيل ذلك استقلوا الدراجة صحبة المجني عليه بدعوى توصيلهم لطريق بلبيس الجديد.

وتابع: «فور وصولنا للمكان ألقينا مسحوق الشطة بوجه المجني عليه، وطالبناه بترك التوك التوك، إلا أنه قاوم وقال: (كله إلا قوت أهلي)، وهو ما دفعنا لقتله وتمزيق جثته، وجردناه من الملابس كي لا يتعرف أحد عليه».