رجل فقد عقله!
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 03:19 م
أولادنا أكبادنا على الأرض تمشى، الأطفال هم فلذات أكباد الآباء والأمهات بما وضع الله من رحمة وشفقة فى قلوبهم على أبنائهم، فتراهم لا يغادرون أعين آبائهم وأمهاتهم، فتلك العيون تلحظهم أينما مشوا وحيثما حلوا، وأصعب لحظات حياة الأهل حين يحل بأطفالهم أي مكروه لا قدر الله، هذه هي الفطرة الطبيعية لأي إنسان، أما استهتار بعض الأهالي بسلامة أبنائهم والحفاظ على أرواحهم فهو أمر خارج الفطرة ومثير جدا للتعجب!.
مشهد عجيب ومريب أصبح معتادا أن نشاهده جميعا بشكل شبه يومي، أحيانا لامرأة وفي الأغلب الأعم لرجل لطيف و"كيوت" وربما فاقد لعقله يتوهم أنه يسعد طفله في عمر الشهور بحمله على رجليه أثناء قيادة السيارة في نوع من أنواع الشروع في القتل!.
لا أعلم تحديدا السبب الحقيقي وراء هذا التصرف الأهوج والغير مسئول، فهل السبب هو أضفاء البهجة على حياة الطفل وإضحاكه مثلا وكأن المقود لعبة يلهو بها الطفل؟.. أم هو لتعليمه القيادة مبكرا ؟.. أم لإيذاء الطفل والنفس والغير وتعريض حياتهم للخطر؟!.. أم هو مجرد خلل عقلي؟.
الأبناء يا سادة أمانة يجب أن تصان فهل يعقل أن يصبح هذا التصرف معتادا في شوارعنا؟.. وهل إلى هذه الدرجة فقد هؤلاء الآباء أو الأمهات عقولهم كي يعرضوا أطفالهم للخطر بهذا الشكل؟.. وما هو شعورهم حال تعرض الطفل للأذى بسبب مثل هذا العبث؟.. فهل أغلى من الأبناء وسلامتهم شئ؟.
في أوروبا والدول المتقدمة لا تسمح المستشفيات بخروج المولود مع والديه وركوبه السيارة بدون وجود كرسي طفل مناسب لعمره، ويعد وجود طفل في سيارة لا يوجد بها كرسي مخصص لسنه مخالفة وجريمة أيضا يعاقب عليها القانون.
هل يعلم هذا الرجل الذي فقد عقله وأجلس طفله على رجليه أمام المقود أنه في حال وقوع حادث لا قدر الله قد يفقد الطفل حياته أو على أقل تقدير سيتأذى جسديا وقد يعيش بعاهة مستديمة مدى الحياة، ففي حال وجود وسائد هوائية في السيارة قد يصاب الطفل باختناق ويتوفى، وفي حال عدم وجود تلك الوسائد قد يذبح المِقْوَد الطفل المسكين الذي لا ذنب له سوى أن والده أو والدته قررا العبث بحياته!.
لا أعلم مدى الاستهتار الذي وصل إليه البعض بتعريض حياة أطفالهم وحياتهم للخطر وأيضا حياة الآخرين، فقد يتسبب ذلك الأب في ضياع مستقبل سائق آخر أو عابر للطريق، إذ كيف له أنه يركز في القيادة وهو يحمل طفلا يلهو ويتحرك ويشتت تركيزه؟.
ناهيك عن من يتركون أبناءهم يخرجون برؤوسهم وأجسادهم من نوافذ السيارة أو من فتحة السقف، وبالطبع إن توقفت السيارة فجأة سيحدث ما لا يحمد عقباه أبدا.
وأيضا هنا من الضروري أن نشير لضرورة استخدام السائق والركاب جميعا كبار وصغار لحزام الأمان، فالعديد من الحوادث لم يُنْقِذ ركابها من الموت بعد الله سوى حزام الأمان، إذ أن من لا يرتديه عادة ما يرتطم جسده يمينا ويسارا ومنهم من يطير خارج السيارة تماما، وكثيرا ما سمعنا عن مثل تلك الحالات والحوادث المروعة التي أودت بحياة البعض بسبب إهمالهم لارتداء حزام "الأمان".
أتمنى من كل قلبي أن يتغير فكر وثقافة المجتمع للأفضل، وأن يعقل كل فرد تصرفاته وأن يصبح رقيبا عليها وعلى نفسه، وأن تنتهي من شوارعنا تلك المظاهر السيئة التي نتفرد بها دونا عن باقي المجتمعات.
وفي النهاية بما أن القاعدة تقول إن من أمِن العقاب أساء الأدب فعلى الدولة فرض عقوبة جنائية صارمة ورادعة على كل من يحمل طفلا أثناء قيادة السيارة واعتبارها جريمة شروع في قتل، فمثل هؤلاء الآباء وأحيانا الأمهات لا يستحقون هذه المنزلة وغير أمناء على تربية أطفال والحفاظ عليهم.
ناقوس خطر أحببت أن أدقه لعله يصل لآذان بعض المستهترين أو غير المقدرين لخطورة الأمر، لعل وعسى أساهم في إنقاذ حياة إنسان.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.