هناك مثلٌ قديمٌ في الأوساط المصرية يُطلق على من يتكلم كثيرا بصوت جعجاع دون وعي، بتصويره في شكل "مجنون يمسك طبلة"، ولأن النتيجة الطبيعية هنا ستكون أصوات بلا معنى ونشاذا بلا ألحان، فكان من الطبيعي أيضا أن يُطلق هذا المثل على أولئك الذين لا معنى لكلامهم سوى التخبيط.
في لقطة مثيرة حقا للضحك، بح صوت الإعلامي الهارب معتز مطر مناديا أنصاره من منبر الإخوان "قناة الشرق" للخروج في شرفات المنازل و"التخبيط على الحلل" كنوع من أنواع رفض النظام.
بعيدا عن أن شيئا لم يحدث، ولم يسمع أحد عن دعوة "أبو حلة" التي أفرد لها حلقات، كحال دعوات أذرع الإخوان الهاربين إلى خارج مصر، إلا أنه فصل جديد من فصول الجماعة لمحاربة مصر بدعوات التظاهر المتخفية، وأنهم لن يتركوا حبلا إلا وقفزوا عليه لتنفيذ أجندتهم، أمس بشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم بالتشويه والتهليل والتحريض، المهم تنفيذ أوامر الكفيل أيمن نور بحذفيرها.
وكعادة الإعلامي الإخواني في الكذب عرض معتز مطر جزء من فيديو لم تظهر له ملامح ولا أين تم تصويره لرجل داخل منزل يطرق على طبق، وادعى الجهبذ أنها في مصر ليسوق متابعيه إلى أن حيلته الجهنمية تلقى قبولا واسعا في الأوساط المصرية.
ونسي معتز، أو إن شئت قل تناسى، أن كذبه لن ينطلي مرة أخرى على العامة البسطاء بعد تجاربه السابقة في الالتواء والفبركة؛ أشهرها منذ عامين عندماحذر من جفاف النيل وخصص حلقة يُبشّر فيها بالجفاف، وبالطبع اصطاد في الماء العكر عندما أظهر قطعًا من النيل في أسوان وقد جفت، قائلا إن النهر أصبح مكانا يبني عليه الأهالي بيوتهم! مضى عامان منذ اللحظة التي تكلم فيها معتز عن نهر النيل، والغريب والمضحك أن النيل لم يجف، بل بقي كما هو وعلى نفس مستوياته ومنسوبه.
ثم الهبدة الثانية لمعتز عندما خرج بثياب الماكرين منذ نحو عام عام معلنا تأثره وتعاطفه مع المصريين باعتزام الدولة إلغاء بطاقات التموين لكل من يزيد راتبه على 1500 جنيه، ثم مضى عام كامل ولم يتم إلغاء أية بطاقات تموين لأي شخص على حسب راتبه، بل وفتحت الدولة باب إدراج مزيد من المواليد الجدد على بطاقات التموين، لتوسع من برامج الدعم والرعاية الاجتماعية للفقراء ومحدودي الدخل.
هل تذكرون الهبدة الأكبر للإعلامي الإخواني الهارب عندما زعم أن المسؤولين في مصر سيغدرون بمحمد صلاح بعدما تم تهديده بالاستدعاء للخدمة العسكرية من باب الضغط عليه لاستغلاله سياسيا، وكيف أن صحفي الإندبندنت غير المختص لا في الرياضة ولا الشؤون الخارجية، عمل على إعادة صياغة حديث معتز مطر وقدمه على أنه مقال صحفي، وهو المقال الذي نال احتفاء "الجماعة الإرهابية" وأتباعها.
الغريب أن هؤلاء، الذين يتحدثون عن الغدر، أول من يغدر بأتباعهم، وليس أزمة العاملين في قناة الشرق ببعيدة، أعقاب كشف تسريب لمعتز مطر الذي يقول فيه إن أيمن نور تأخر كثيرا في فصل زملائه في قناة الشرق، وكان لابد يفصلهم من بدري.. وهذا يعني أن ما قيل للعاملين من الإدارة صحيح أن معتز وأيمن نور هما من قررا فصل كل من شاركوا في الأزمة.
وقتها انكشف مستورهم وقال العاملون بالشرق الإخوانية إن أيمن نور لا يحب التعامل مع الأشخاص النظيفين يكرههم ويزايد عليهم ويعمل على تشويههم، وطوال الوقت يحيط نفسه بمجموعة من المنافقين والمتأمرين ولا يعنيه من أمرهم سوى النفاق والرضا بالظلم بل والاشتراك فيه، ولا يعنيه مستواهم المهني أو انحيازاتهم.
الطريف في دعوة معتز مطر الأخيرة بالتظاهر في البيوت بـ"الطرق على الحلل"، أن أحدا لم يعرف حتى الآن لماذا يرتبط تفكير قيادات الإخوان دائما بأدوات المطبخ، رائدهم في هذا المجال القيادي وجدي غنيم بـ"طشت أمه" الذي وصفه بأنه أوسع من قناة السويس الجديدة.