سبعة عشر عامًا على 11\9

الخميس، 13 سبتمبر 2018 01:16 م
سبعة عشر عامًا على 11\9
د. ماريان جرجس

 
من سخرية الأرقام ذلك التشابة بين تاريخ الحادث الارهابى لبرجى التجارة العالمى بالولايات المتحدة الأمريكية فى عام 2001، ورقم الاستغاثة بأمريكا وهو 911، وكأن ذلك اليوم المشئوم على العالم كله لم يوفق فى الاستغاثة من لطمة الإرهاب على وجه أمريكا والتى على أثرها قررت أن تغير ملامح العالم كله ثأرًا لما لحق بها.
 
مرت سنوات على ذلك الحدث ولايزال قرابة ألف قتيل مجهولى الهوية، وفى ذكرى ممن فقدوا أرواحهم من الأبرياء والعُزل فى ذلك اليوم نعود بالذاكرة للوراء فى تاريخ الإرهاب الأسود الذى صمم أن يكبد أمريكا خسائر فادحة فى ذلك اليوم، فالكثير تكلم وشكك حتى فى الحكومة الأمريكية وتسأل لماذا لم يقصف البنتاجون الطائرة الثانية التى اصطدمت بالبرج أملا فى تقليل الوفيات، لكن على حسب المعلومات التى قيلت عن برجى التجارة العالمية، أنهما يستطيعان تحمل ثلاثة وعشرين جالونًا من طائرة قد تصطدم به علمًا بأن الطائرة التى اصطدمت بالبرج كانت تحمل  عشرة جالونات فقط!.
 
لذا أزعم فى مزامعى الشخصية أن الخطة البديلة للإرهاب كان زرع المتفجرات فى المبنى مثل الـ"TNT" أو "C4"  فى حال عدم تحقيق الطيارات الهدف المطلوب، ويبقى السؤال ،كيف لطبيعة بشرية أن تتحمل تلك الميتة البشعة وتلك المأساة ولماذا؟..أهو ثأر شخصى من دولة ؟ أو من العرق البشرى كله؟ لماذا كل هذا التصميم على الدمار؟ أهو طمعًا فى مال؟ أو تشوه نفسى حدث نتيجة ظروف قاهرة ؟.
 
بالطبع لا.. وأى محلل أو سياسى يسند ذلك النوع من الإرهاب عازم النية والمصمم والمدمر للفقر أو الجهل أو الطمع أو الظروف القاسية، فقد ارتكب جرمًا فى تاريخ الانسانية كلها، فمن منا لم يُظلم ومن منا لم يقٌهر؟.. من منا لم تقسُ الحياة عليه؟.. بالطبع كلنا !.. لكن منا من حول تلك الظروف لطاقات ابداعية وظهر العالم والأديب والطبيب ومنا من قبل الواقع ومنا من تعايش ومنا من اكتفى بالمعاناة.
 
أما ذلك الإرهاب الأسود ما هو إلا نتاج أصول فكرية مريضة وقناعات شخصية بل روحية بعد عملية غسيل العقول، التى تتسلل للنفس البشرية لتعطل كل الحواس البشرية وكأنها قرص مدمج يلغى كل البرامج البشرية ويحرك الكائن كما شاء.
 
كان رد فعل أمريكا قاسيًا وانتقمت من العالم كله مغيرة سياساتها معادية الشرق الأوسط كله تثأر من الأبرياء باسم الإرهابين الذين نكلوا بها، وأخذت دول الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر تعد العدة لمحاربة الارهاب عسكريًا، لكن الحقيقة الكامنة هى أن محاربة الإرهاب عسكريًا بسالة بالطبع، لكننا كمن يقطع فرع شجرة مثمرة، ما انفك انقطع حتى أثمرت غيره!.
 
الحل هو اقتلاع تلك الشجرة الأثمة من جذورها حتى لا تثمر مرة أخرى، اقتلاع الأصول الفكرية المريضة التى يبنى عليها الإرهاب بناياته ومواجهتها بكل حسم ومكاشفة دون الارتعاش أو الخوف من اصابة ثوابت الأديان، فتشريح وفصل النسيج الصالح من النسيج الطالح لورم خبيث ينمو بين أنسجة الجسم ما هو الا قمة مهارة الطبيب الكفئ.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق