فنانة مشهورة تسببت فى معركة بين المصريين والانجليز راح ضحيتها 5 شهداء.. تعرف عليها
الخميس، 13 سبتمبر 2018 09:00 مكتبت زينب عبداللاه
فى عام 1922 اقتحمت قوة من الاحتلال الانجليزى منزل الدبلوماسى محمد كامل بك أحد قيادات وزارة الخارجية، والمصرى الوحيد الذى تولى منصب رئيس قلم الترجمة بالوزارة ، لتبحث عن أصول المنشورات التى توزع ضدهم ، والتى كان لها دور كبير فى ثورة 1919 ، حيث كان محمد كامل بك يترجمها الذى يتقن 7 لغات يترجم هذه المنشورات إلى الإنجليزية والفرنسية .
شعرت الطفلة «كاملة» ابنة الدبلوماسى المصرى التى لا يتجاوز عمرها 6 سنوات بالرعب وهى ترى الجنود الانجليز يفتشون البيت ويعيثون فيه فسادا ، وفجأة شاهدت أحد هؤلاء الجنود يحمل صندوق اللعب الخاص بها، فأمسكت به وتشبثت بصندوق اللعب وظلت تصرخ ، وبكل قوته ضرب العسكرى الإنجليزى الطفلة على رأسها ففقدت الوعى .
استفز هذا المشهد أهالى منطقة الخليج المصرى التى تسمى حاليا شارع بورسعيد ، فاندفعوا نحو الجنود الإنجليز ، وشبت معركة سقط على أثرها خمسة قتلى من الأهالى وعدد من الجرحى، وتم اعتقال محمد كامل بك، وبعدها قامت مظاهرة كبيرة اضطرت الإنجليز للإفراج عن الدبلوماسى والد الطفلة كاملة، وصدرت صحف اليوم التالى تحمل عنوان «حادثة الخليج المصرى» نسبة إلى الشارع الذى يسكن فيه محمد كامل بك.
أصبحت هذه الطفلة فيما بعد أحد أشهر نجوم الفن فى مصر ورائدة من رواد السينما والمسرح والتليفزيون، وفنانة استعراضية تمتلك العديد من المواهب التى جعلتها تحصل على لقب أول سندريلا فى السينما المصرية، بينما لا يعرفها الكثيرون إلا فى أدوار الأم، ومنها دور الأم فى فيلم «عائلة زيزى»، أو حفيظة هانم فى مسلسل عادات وتقاليد، وذلك بعدما احترقت معظم شرائط أفلامها القديمة فى حريق استوديو مصر.
وهى ذاتها الطفلة كاملة محمد كامل التى ولدت لأسرة ارستقراطية فى 23 مارس 1916، فوالدتها من أصول تركية والأب دبلوماسى يتحدث 7 لغات، وكان يحلم بإنجاب ولد بعدما فقد ابنه الوحيد الذى مات طفلا فأصبح أبو البنات بعدما أنجب ابنته الصغرى «كاملة».
ضهرت المواهب الفنية على الطفلة كاملة فى سن الطفولة فكانت تغنى وترقص وتمثل فى الحفلات المدرسية بمدرسة التوفيق فى الضاهر حتى أصبحت أشهر طفلة فى المدرسة، وخلال رحلة نظمتها المدرسة غنت الطفلة كاملة فى القطار واندمج معها الركاب وتصادف وجود أحد الصحفيين، فكتب فى اليوم التالى عن إعجابه بصوت مطربة القطار.
أنها الفنانة الراحلة عقيلة راتب التى غيرت اسمها من كاملة محمد كامل إلى هذا الاسم بعدما رفض والدها الدبلوماسى الكبير عملها بالفن وقاطعها لسنوات أقامت فيها خلالها فى بيت عمتها وحققت شهرة واسعة وهى فى سن صغير لا يتخطى 16 عاما ، وتهافتت عليها الفرق المسرحية فعملت فى فرقة عكاشة والكسار وغيرها وحققت نجاحات مبهرة وكانت من رواد السينما واكتشفت عددا من عمالقة الفن ومنهم محمد فوزى وعماد حمدى وأنور وجدى وغيرهم ، كما ساهمت بالعديد من الاعمال التلفزيونية مع بدايات ماسبيرو حيث كانت تصعد إلى الاستديو بالسقالة عام 1960لتصوير مشاهد مسلسل عادات وتقاليد أحد أشهر المسلسلات التلفزيونية الذى ارتبط بها الجماهير ووصل عدد حلقاتها إلى 338 حلقة ، وقامت فيه بدور حفيظة هانم ، وظلت مسيرة عقيلة راتب فى العطاء الفنى حتى وفاتها فى 22 فبراير عام 1999.