هل تنجح روسيا في كسر جمود العلاقة مع مؤسسات الدولة العميقة في أمريكا؟
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 12:00 ص
رغم الخلافات الكبيرة التي وصلت إلى حد فرض عقوبات متبادلة بين الدولتين خلال الفترة الماضية، إلا أن روسيا ما زالت تفتح يديها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
يأتي هذا بعد مرور ما يقرب من شهرين على اللقاء القمة الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفلندنية هلنسكي، في 16 يوليو الماضي، حيث اتفقا الطرفان خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد القمة على ضرورة إنهاء التوتر بين البلدين وتحسين العلاقات والتعاون بين الطرفين.
ويعد الملفين السوري، والانتخابات الرئاسية الأمريكية، هما حجر العثر الذي يقف أمام أي محاولات لتحسين العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد أن أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي على فرض عقوبات على روسيا.
ووفقا لتصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بوكالة الأنباء الألمانية، أكد فيها أن روسيا على استعداد للقيام بما في وسعها لكسر الجمود في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتأخذ على محمل الجد رغبة الرئيس دونالد ترامب في إجراء حوار طبيعي، رغم أن المشاعر المناهضة لها داخل الإدارة الأمريكية تمثل عقبة، قائلا: مستعدون للقيام بدورنا لإبعاد العلاقات الثنائية عن الطريق المسدود، رغم استمرار التدهور في الموقف بين الحكومتين بسبب الإجراءات التي تتخذها واشنطن، ونأخذ تصريحات الرئيس الأمريكي عن الرغبة في إجراء حوار طبيعي بين بلدينا على محمل الجد، وذلك إذا صدرت عن الزعيم الأمريكي بأي شكل بعض الإشارات الإيجابية، يزيحها تماما الخوف المتنامي من روسيا داخل المؤسسة الأمريكية التي ترى بلدنا تهديداً للهيمنة السياسية للولايات المتحدة.
فيما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن وزير الخارجية الروسي، تأكيده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يجتمع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال رأى الرئيسان أن هناك حاجة لتحسين العلاقات، ولذا استشعر الزعيمان الحاجة للاجتماع والعودة إلى المسائل التي نعتقد أنها ستجمع بين روسيا والولايات المتحدة، والتي ترفضها بعض الدوائر في الولايات المتحدة، أعتقد أن مثل هذا الاجتماع سيعقد.
كانت روسيا بدأت تعتمد الفترة الماضية، على الأصدقاء، رافعين شعار: «مازال لدينا الكثير من الأصدقاء»، حتى تتمكن من الإفلات من العقوبات الأمريكية، خاصة داخل أوروبا، وأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وهو ما يوضح انقسام الكتلة الأوروبية حول الروابط مع روسيا، ومدى صرامة المواقف ضدها، ليس بسبب التحالفات السياسية فقط، بل يذهب إلى الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، خاصة في الشتاء، وكان الرئيس الأمريكي ترامب تحدث حول هذه النقطة بكل صراحة.