الجيش السوري ينتظر الفرصة.. كيف تحولت الخوذ البيضاء إلى أداة في يد الغرب؟

الجمعة، 14 سبتمبر 2018 12:00 ص
الجيش السوري ينتظر الفرصة.. كيف تحولت الخوذ البيضاء إلى أداة في يد الغرب؟
الخوذ البيضاء
كتب مايكل فارس

كشفت موسكو منذ عدة أيام حقيقية الدور الذى تقوم به منظمة الخوذ البيضاء وقيامها بتمثيل ومحاكاة هجوم كيميائى مفبرك لإلصاقه بالنظام السوري، فكان رد الفعل الطبيعي الأمريكي هو تبرئة ساحة تلك المنظمة من اتهامات روسيا، فخرجت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت، للدفاع عنها قائلة، إن اتهامات روسيا والسلطات السورية لمنظمة «الخوذ البيضاء»، لا أساس لها من الصحة، مضيفه أن الأسد وروسيا يواصلان توجيه اتهامات كاذبة ضد منظمة الخوذ البيضاء، مؤكدة دعم بلادها وحلفائها رسميا لتلك المنظمة المشبوهة.

الدور التركي البريطاني فى التأسيس

الخوذ البيضاء التى أنشئت عام 2013 تتلقى دعما مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية، وتصنف نفسها أنها معنية بالأعمال التطوعية الإنسانية والخيرية فى سوريا لحماية ومساعدة المدنيين، بشكل محايد ودون تحيز، ولكن باكتشاف أن تلك المنظمة تم تأسيسها فى تركيا وأن مؤسسها هو الخبير الأمني جيمس لي ميزوريه، وهو موظف سابق في مخابرات الجيش البريطاني، فبات من المعلوم ولائها ودورها الأصيل فى سوريا.

ووفق المعلن منذ تأسيس الخوذ البيضاء، أنها جماعة مدنية تطوعية تشكلت على خلفية الحاجة لمواجهة تداعيات الصراع المسلح، وضمت بين صفوفها فئات مختلفة من السوريين، عمالاً وحرفيين وطلبة ومهندسين وعاطلين عن العمل، وغيرهم ممن أخذوا على عاتقهم مهمة مساعدة الناس على نحو ما هي عليه مهمة فرق الدفاع المدني المعروفة في العالم.

وذاع صيت المنظمة، خاصة في عام 2016، حيث حصلت على جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقى قصير، عن فيلم «ذي وايت هلمتس» الذي يتناول عملها المحفوف بالمخاطر في إنقاذ المدنيين من ضحايا النزاع في سوريا، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير.

الإشادة الغربية لإخفاء الحقائق

الإعلام الغربي يشيد بدور المنظمة، ويروج لها عبر إعلامه، ولكن على أرض الواقع فهى أكاذيب وفق ما يراه الباحثون المستقلون أثناء جولاتهم في سوريا، ومع ما يراه ويعيشه سكان المناطق التي تتواجد فيها هذه الجماعة، بل تدعم تلك المنظمة الأطماع الاستعمارية للدول الغربية وتؤيد نشاطات المجموعات المتطرفة في سوريا.

وكشفت الصحفية البريطانية فانيسا بيلي، عبر تحقيق استقصائى، أنه يمكن لمن يقضي ساعات معدودة في حلب الشرقية أن يعثر على كمية هائلة من الدلائل على أن منظمة "الخوذ البيضاء" تمارس العنف أو تتغاضى عن عنف الآخرين واستخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، كما أنها تقدم الدعم لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" من خلال توفير احتياجاتهما ورصد مسارات الطيران السوري والروسي.. إلخ.

مؤسس الخوذ البيضاء جيمس لي ميزوريه ، قال لمجلة "مينز جورنال" في عام 2014، إن إنشاء منظمة "الخوذ البيضاء" تصادف مع وجوده في تركيا حيث قضى إجازته هناك، ورأى لزاماً عليه أن يساعد المدنيين في سوريا بعدما استمتع إلى اللاجئين القادمين منها الذين حكوا عن الدمار الذي أصاب بلادهم.

تمويل المنظمة المشبوهة

وكشفت الصحفية البريطانية فانيسا، عبر تحقيقها الاستقصائى عن المنظمة، أن ميزوريه لم يواجه صعوبة في الحصول على الدعم المالي من الدول الأجنبية، وحصل في بادئ الأمر على مبلغ يقارب 300000 دولار من عدد من الدول منها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها ارتفع حسابه إلى 100 مليون دولار حين بدأ يتلقى الدعم من المنظمات غير الحكومية، كما حصل من هولندا على 4.5 مليون دولار ومن ألمانيا على 4.5 مليون دولار ومن الدانمارك على 3.2 مليون دولار. ووصلت المعدات وتجهيزات أخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وحتى فبراير 2018 حصلت المنظمة على ما يزيد على 150 مليون دولار أمريكي .

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق