حين قال الإخوان «نحن الإسلام» فقد البعض بوصلته.. كيف قرر البعض الإلحاد؟
الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 08:00 مكتب محمود حسن
عام (1928) في مدينة الإسماعيلية استطاع حسن ألبنا أخيرا أن ينشئ جماعته التي خطط لها منذ زمن، بعد أن عجز طويلا عن إنشائها، 6 أشخاص أخيرا استجابوا له، زاروه في منزله وقرروا إنشاء «جماعة الإخوان المسلمين»، هؤلاء الستة هم حلاق، وميكانيكي، وعجلاتي، ومكوجي، وسائق عربة حنطور، وجنايني، بالطبع نحن نحترم جميع المهن المكافحة، لكن هؤلاء البسطاء كانوا الوحيدين الذين اقتنعوا برأي هذا الشيخ غريب الأطوار الذي يجول مقاهي الإسماعيلية منذ أشهر طويلة محاولا إنشاء هذه الجماعة.
هؤلاء «البسطاء» غير المتعلمين، كانوا لبنة هذه الجماعة وأساسها، وعلى هذا الأساس نهض بناء جماعة الإخوان المسلمين، كان حسن ألبنا يختار من كل فئة «الأكثر جهلا، والأقل تعليما، والأقل ثقة بالنفس، والأضعف فكرا، والأقل حكمة»، من هؤلاء بنى حسن ألبنا جماعته، من يأسهم أيضا وإحساسهم بالغضب، أقنعهم أن ما يفعلونه هو «نشر للدين»، بينما كان ما يفعله حسن ألبنا هو إرضاء شهوته في الأساس في الوصول إلى ما تمناه دوما، كرسي السلطة.
استغل حسن ألبنا «الدين» في جذب النفوس، وهل هناك ما هو أكثر تصديقا بين الناس من رجل يقول لهم أتبعوني فأنا أحمل «الإسلام»، وهل هناك من هو أكثر إلهاما من رجل يقول للناس «سأصلح لكم الدنيا بالدين»؟!، سنوات مد وجذر مضت في حياة الجماعة، كانوا وكلما اقتربوا من «السلطة» انكشفت طبيعتهم.
كلما بان الكرسي «قريبا» يمكن «القفز» إليه، أن ظهرت الحقيقة، إرهاب لا يهدف في النهاية إلا إلى الوصول إلى السلطة، ولعلنا شهدنا هذه الحالة التي يمكن أن نسميها بـ«الانكشاف» وظهور الحقيقة في سنوات حياتنا هذه القريبة، رؤية رأى العين، لا تاريخا قد يطعن عليه الطاعنون، ويحاول أن يزيفه المزورون، رأينا بأنفسنا الجماعة عقب ثورة 25 يناير وهى تجتهد لتسرق البلاد إلى ما أرادوا.
بأم أعيننا رأينا هؤلاء الذين طالما رفعوا شعار: «نصلح الدنيا بالدين» لا يعرفون دينا، ولا يريدون إصلاحا، رأيناهم بأم أعيننا يختطفون «الدين» لأنفسهم ليكون خاصا بهم، رأينا صفوت حجازي.
بينما كان المصريون يعترضون على حكم الجماعة الفاشلة والفاشية الإرهابية، يقول: «القضية ليست مرسى أو غير مرسى، القضية قضية إسلام أو غير إسلام»، رأينا حقيقة ما أخفوه عنا طوال سنوات يظهر علنا للسر، رأينا صبحي صالح في خطبة «الفلوطة» الشهيرة يقول إن غير الإخوان هم فئة أدنى، ورأينا حديث «إصلاح الدنيا بالدين» يختفي، ليحل محله حديث «اللي يرش مرسى بالمياه نرشه بالدم».
ثم رأينا السلاح، رأيناه بأم أعيننا لا كما قرآنا في كتب التاريخ في زمن الراحل جمال عبد الناصر!، رأيناه في مدننا وشوارعنا، وأسفل شرفات منازلنا، ثم رأينا من يقول إن هذا السلاح هو «الدين» رأينا معارضة حكم فاشل تتحول إلى «كفر، وخروج من الملة».
ورأينا في حضور من قيل أنه رئيس جمهورية يتم الدعوة على المصريين الذين يعتزمون التظاهر ضد محمد مرسى في 30 يونيو باعتبارهم «الكافرين» الخارجين عن دين الله، ورأينا الحضور من «الأهل، والعشيرة» يؤمنون على الدعاء بقوة!.
أمام ظهور هذا الواقع المفجع انتاب الكثيرون «الشك»، انتابهم حالة من «النكران»، هذا هو الدين الذي ظللنا نستمع الإخوان والسلفيين يقولون لنا لسنوات متتالية إنهم سيصلحون «الدنيا» به!، البعض فقد بوصلته أمام الإجرام الذي يحدث، هؤلاء ربطوا لهم «الدين» بأنفسهم، فتركوا الدين بالكلية، وأعلنوا إلحادهم.