«مصريو البلقان».. خرجوا مستعمرين في عهد رمسيس الثاني ويحلمون بالاعتراف الحكومي
الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 04:00 صمنة خالد
مصريو البلقان، أقلية تعيش أغلبها في كوسوفو، وهذا وفقًا للإحصائيات التي أُجريت من بعد ثورات 2011، إذ يبلغ عددهم في المربع الذي يشمل مقدونيا الغربية وألبانيا، وجنوب صربيا وكوسوفو حوالي 100 ألف نسمة، ويُعتقد أصل تواجد المصريين في كوسوفو يعود لزمن الاسكندر الأكبر بالتحديد سنة 331 قبل الميلاد.
هناك روايات تقول أنهم هاجروا إلى البلقان في عهد رمسيس الثاني كمستعمرين، بحثًا عن الحديد والذهب، ويوصف المصريون هناك بأنهم جُزء من الأقلية الغجرية، وهو ما يرفضوه بشدة مُطالبين مِصر الإعتراف بهم، وفي سنة 2016 طالبوا في بيان رسمي الحكومة المصرية بالإعتراف بهم كمصريين يعيشون بالخارج، ويريدون العودة.
ويتمتع مصريو البلقان بتمثيل سياسي في كوسوفو، يتمثل في الحزب الليبرالي المصري، وهو حزب ممثل داخل البرلمان، ويحمل شعار الحزب ألوان العلم والأهرامات، كما أن علم كوسوفو يتضمن 6 نجوم، تُمثل الأقليات الـ 6 المعترف بها في البلاد من بينها المصريين.
وفي المُقابل مصريو البوسنة ومقدونيا وألبانيا غير مُعترف بهم دستوريًا، وتاريخيًا، عُثر في منطقة البلقان على 300 قطعة أثرية تُشير إلى الثقافة المصرية، لا شك أن مصريو البلقان يتحدثون اللغات، الألبانية واليونانية، والصربية والتركية، والمقدونية وأغلبهم مسلمون.
على الأصل دور
يدّعي مصريو البلقان أن لهم اصول مصرية.. لم يتم إثبات ذلك إلى الآن كما لا تعترف بهم الحكومة المصرية التي قدّرت أعدادهم وفقا لإحصاءات عام 1996 في كوسوفو حوالي 87 ألف، ووفقا لتعداد 2002 في مقدونيا يبلغ عددهم 3,843 ألف في جمهورية مقدونيا، وفي 2016 حوالي 100 ألف.
روايات حول أصولهم
هناك الكثير من الروايات المتعلقة بوجود المصريين في البلقان منها ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، عندما عاد الإسكندر المقدوني إلى البلقان من حملته في الشرق وعادت معه بعض العائلات من مدينة الإسكندرية في مصر وتوطنت في البلقان.
أما البعض الآخر يقول أنهم جاءوا إلى المنطقة في القرن السادس الميلادي كمحاربين وبحارة وبعض الدراسات تقول أنهم هاجروا إلى البلقان في عهد الملك رمسيس الثاني كمستعمرين للبحث عن الحديد والذهب وأخرى تقول أنهم هاجرو إلى البلقان عقب غزو الهكسوس لمصر في عصر أمنمحات الثالث.
حياة مصريو البلقان
في أجواء تعود بك إلى أزمان ما قبل الاسكندر الأكبر، حيثُ كان يعيش مصريو البلقان قبل هجرتهم إلى أرض البلقان، وفي ورشة حدادة صغيرة تنتشر فيها قطع معدنية من مختلف الأزمان، يتردد مصريو البلقان على الورش القديمة، ويتذكرون تاريخ أجدادهم مُعربين عن أسفهم عن ما إذا كانوا "منسيين" .. "لقد نسانا العالم كله، وحتى في وطننا الأصلي مصر لا يعرفون حتى اننا موجودون"
وقد عرض من قبل رئيس جمعية مصريي مقدونيا، روبيم جيموم، وهو عالم اثنولوجيا، بفخر عُملة مقدونية تحمل صورة الآلهة المصرية القديمة "ايزيس" التي شكلت الدموع التي زرفتها على زوجها، إله الخير القتيل اوزوريس، نهر النيل.
يحافظ مصريي البلقان على تقاليدهم، مُستخدمين أحيانًا تعابير من اللغة المصرية القديمة، مثل "مزير" أي الذرة، على الرغم من أنهم يحافظون على تقاليد شعوب البلقان الأخرى، حتى أن الزواج المختلط نادرًا جدًا، كما أن النساء يصنعن البقلاوة ولكن على شكل أهرامات.
لم يتم حتى الآن إثبات أي من هذا ولكنهم يصرون على أصولهم المصرية حيث انهم يسعون بقوة لتمييزهم عن الغجر هناك الذي ينظر لهم هناك بنظرة ازدراء لأحداث تاريخية قديمة ولمشاركتهم في المجازر التي قام بها الصرب في هذه المجتمعات وأيضًا الاعتراف بهم كأقلية من بلد كمصر يعطى لهم الهوية والاستقلالية عن بقية الاقليات في بلد مثل كوسوفو تتناحر بها الأقليات الضعيفة عديمة المنشأ، مثلما تعترف تركيا بالأقلية التركية هناك، والبوشناق تعترف بهم بوسنا والصرب والألبان.