الموت الرحيم في المسيحية.. ماذا يقول رجال الدين عن القضية الشائكة؟

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 11:00 ص
الموت الرحيم في المسيحية.. ماذا يقول رجال الدين عن القضية الشائكة؟
المطران منير حنا

 أمام التطور العلمى، يجد المؤمنين أنفسهم لا يستطيعون الأدلاء برأيهم إلا بالعودة إلى رأى الدين، نظرا لمستجدات العصر الحديث وما يطرأ عليه من تغييرات سريعة ومتلاحقة.

تعد سويسرا من أهم الدول التى قننت ما يعرف باسم الموت الرحيم  منذ سنوات طويلة حتى صار ما يعرف هناك باسم "سياحة الموت الرحيم" ثم انضمت لها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج فى السنوات الأخيرة.

كما أن هناك 6 ولايات أمريكية قننت الأمر بينها كاليفورنيا طبقًا للنظام الفيدرالى الذى يسمح لكل ولاية بتقنين تشريعاتها الخاصة.

الموت الرحيم يعنى السماح للمريض بإنهاء حياته تحت إشراف طبى فى حالة رغبته فى ذلك بعد إصابته بمرض عضال.

يقول المطران منير حنا أنيس والذى عمل كطبيب، وخدم الكنسية كمطران للكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا إن الكنيسة ترفض الموت الرحيم تمامًا لأن الله يصنع معجزات فالإصابة بمرض عضال لا تعنى الوفاة ولكن دائمًا هناك أمل فى الشفاء.

 

يتابع المطران الطبيب :" الله يصنع معجزات، لأننا نفكر عادة أن هذه الحالة ليس بها أمل ونفاجئ أن الله يعطى لمرضاه شفاءا، وكطبيب مارست الطب لأكثر من ربع قرن، رأيت حالات ميئوس منها لدرجة أننا طلبنا من ذويهم الاستعداد وشراء الأكفان ولكن إرادة الله أقامتها من المرض مرة أخرى، وهناك من يفيقون من الغيبوبة التى تطول مشددًا: الموت الرحيم، قتل وليس موتًا ويتعارض مع نصوص الانجيل ولا يمكن أن نسميه سوى القتل".

وقال هناك حالات تصاحب بحدوث نزيف فى المخ وأثر على خلايا المخ وتسبب فى موته نهائيًا والإنسان فى تلك الحالة يعيش بالقلب والعصب النخاعى ورحمة بالمريض، لا نفضل وضعه على أجهزة تطيل حياته وهو محكوم عليه بالموت نهائيًا.

وأضاف المطران الطبيب: "لا يمكن أن أضعه على تنفس صناعى، وأتركه فى تلك الحالة لأنها بهدلة للمريض، ووضع الإنسان على جهاز التنفس الصناعى وهو جثة هامدة ليست مساعدة".

 

 وقال المطران : "يعطون المريض كميات مضاعفة من المروفين تسبب فى تثبيط فى التنفس، وحين يهبط التنفس يموت الإنسان، ولا يمكننا المشاركة فى ذلك إلا إذا كان جثة هامدة وماتت خلايا مخه بالكامل ولن يعود للحياة مرة أخرى تحت أى ظرف".

فيما قال الأب هانى باخوم المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر،إن الكنيسة لم ولن توافق على مثل هذه التشريعات ولكن هناك تشريعات مدنية صدرت فى بلاد مسيحية بالمسمى ولا يمكن إلصاقها بالكنيسة.

وتابع باخوم، إن الكنيسة تؤمن بالحفاظ على الحياة من لحظة الإخصاب حتى الموت الطبيعى ولا يمكن قبول ذلك إلا فى حالات خاصة يكون الإنسان فيها محاطًا بأجهزة ولكنه مات فعليا، موت كلينيكى، فى تلك الحالة فلا نحافظ على حياة غير موجودة.

يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية، كانت فقد بدأت وعبر كنائسها فى المهجر النقاش فى مثل تلك القضايا التى تطرح فى الغرب وجددت الكنيسة منعها وتحريمها لتلك الممارسات.

كانت قضية الموت الرحيم ضمن الأسئلة التى وجهت للكهنة والأساقفة فى مؤتمر كنائس المهجر الذى عقد فى هولندا منذ شهور، وتم التأكيد على حرمانية ذلك وعدم قبول الكنيسة للموت الرحيم بأى شكل من الأشكال.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق