سيناريوهات أزمة أدلب.. بين الغضب الأمريكي والتحدي الروسي
السبت، 08 سبتمبر 2018 08:00 ص
عقدت كل من روسيا وإيران وتركيا، قمة ثلاثية الجمعة، لبحث الأوضاع في إدلب السورية، فى الوقت الذى يجهز فيه الجيش السوري قواته مدعوما بالطيران الروسي لشن هجوم على معاقل الجماعات المسلحة المعارضة الأخيرة المتبقية، يأتي ذلك عقب نزوح مئات من المدنيين إلى شمالي المحافظة، خوفا من الحرب المقبلة، بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة التى سيطرت على المنطقة منذ عام 2015 ويقطن فيها نحو 3 ملايين شخص، ونصفهم نازحون من مناطق اقتتال أخرى، حسب أرقام الأمم المتحدة.
خلال القمة، أوضحت روسيا موقفها الرسمي، والذى تم الرد عليه بلهجة تهديد أمريكية، ففى الوقت الذى قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة، إنه من المؤكد أن الأولوية للقضاء النهائي على الإرهاب في سوريا، وأن أولويتنا المشتركة المطلقة، هي القضاء النهائي على الإرهاب في سوريا، وفي الآونة الأخيرة ، وبفضل دعم القوات الجوية الفضائية الروسية، تم تحرير الجزء الجنوبي الغربي من البلاد بنجاح.
ويرى بوتين أنه من غير المقبول، تحت ذريعة حماية المدنيين إخراج الإرهابيين من تحت الضربات، وكذلك ضرب القوات الحكومية السورية، مشيرا إلى محاولات تمثيل استخدام السلطات السورية المواد السامة، قائلا:" لدينا أدلة دامغة على تدريب متشددين لهذه العمليات، لمثل هذه الاستفزازات ".
الرد الأمريكي البريطاني
ردت الولايات المتحدة الأمريكية على تصريحات بوتين عبر مبعوثها بمجلس الأمن جيم جيفرين حيث قال، إن الهجوم مرفوض بالنسبة لنا، وهو تصعيد خطير، هناك أدلة كثيرة على تحضير أسلحة كيمياوية، فيما لم يشير إلى نوعية الأسلحة التى يتم تجهيزها، وعلى خطى أمريكا، قالت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن كارن بيرس، أن استخدام الأسلحة بشكل عشوائى فى إدلب جريمة حرب، و هناك عدة وحدات عسكرية تابعة للنظام تحاصر إدلب السورية.
تركيا وإيران
وبين الرفض الأمريكي البريطاني لتحرير أدلب من أيدى الإرهابين، إلا أن سيناريوهات التحرير قادمه لا محاله عقب كلمة بوتين الجازمة، بتحرير سوريا من الإرهاب، والتى أحبط بها سيناريو جديد سعى لتمريره يقضى بهدنة ووقف لإطلاق النار، فرد بوتين قائلا، إن الهدنة ستكون بلا فائدة لأنها لن تشمل الجماعات المتشددة التى تعتبرها روسيا إرهابية.
كلمات بوتين الحازمة، أدت لترتيب الأوراق مجددا، وحظيت بتأيد خلال لقاء كل من رجب طيب أردوغان الرئيس التركي و آية الله على خامنئى رئيس إيران، عقب لقائهما الثنائى الذى جاء بعد القمة الثلاثية مع روسيا التى تناولت عملية عسكرية محتملة فى محافظة إدلب السورية آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة.