قضاء أنقرة في خدمة أردوغان.. كيف استخدم الرئيس التركي المحاكم لمحاربة معارضيه؟
الجمعة، 07 سبتمبر 2018 08:00 ص
مكنت الصلاحيات الأخيرة التي تم إجرائها في الدستور التركي، رجب طيب أردوغان من السيطرة على مؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، خاصة أن الرئيس التركي أصبح يستخدم القضاء في استهداف خصومه ومعارضيه.
الكاتب التركي، علي يورتاجول، أكد أن المحاكم في تركيا لم تكن محايدة في أي وقت، كما كانت الدولة تسير باستمرار وفق مؤشر الأمن وليس وفق مؤشر الحرية في مواضيع مثل الحقوق العامة وحرية الفكر وقضية الأكراد التي تشكلت بسبب تحركاتها.
وأوضح الكاتب التركي في مقال له عبر موقع "أحوال تركية"، أن المحاكم في تركيا اليوم مثلما هي ليست محايدة فإنها مرتبطة بأكملها برئيس الجمهورية الذي يعد رئيس حزب سياسي، فلم تعد هناك سلامة للسلع والبضائع في تركيا ولا حتى سلامة على الأرواح.
ولفت الكاتب التركي، أن القضاة والمدعي العام لا يمتلكون سلطة إصدار قرارات غير مرغوب فيها، فهم ينفردون بالخوف من النفي أو الاعتقال، ولا شك أن حرية الفكر والصحافة تداس تحت الأقدام.
وأشار الكاتب التركي، إلى أن المئات من الصحفيين إما معتقلون أو مكبلون أمام المحاكم، ما تهمتهم؟ الإفصاح عن آرائهم حول قضايا سياسية شديدة الحساسية بتركيا، متابعا: كم يظهر لكم مدى القناعة من تداول وزير العدل جول ووزير الداخلية صويلو لمصطلحات مثل دولة القانون أو الحقوق العامة للإنسان أو الحرية في ضوء هذه الحقائق الوهمية؟ اعتقال صلاح الدين دميرطاش، عثمان كفالا، أحمد آلتان، نازلي اليجاق، أنيس بربر أوغلو وهانم بشرى أردال وأمثالهم من الناس الذين ذنبهم الوحيد هو الإفصاح عن أفكارهم، ليظهر لنا مدى كوميدية اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالإصلاحات وتصريحات الوزراء التي تحدثنا عنها.
وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية ،أكدت أن أنقرة لا تشهد أزمة اقتصادية فقط وإنما تعاني كل مؤسسات الدولة من أزمات مختلفة تتفاقم يومًا بيوم جراء ابتعاد السلطة الحاكمة بقيادة رجب طيب أردوغان عن قواعد فن الإدارة الحكيمة منذ خمس سنوات، مشيرة إلى أن رجب طيب أردوغان يحمل الشعب التركي فاتورة أخطاءه في إدارة الاقتصاد من خلال زيادات يفرضها على السلع الضرورية، وسلب للأموال العامة ومنحها للمقربين له، في حين أنه يتخذ قرار تشييد قصر رئاسي جديد إضافة إلى قصره الفاخر ذي ألف غرفة، ما يدل على أنه بعيد عن الجدية ولا يحمل في قلبه هم شعبه وإن ادعى عكس ذلك، بل يذكرنا بالسلاطين والملوك الذين كانوا يعيشون في ترف وبذخ وأبهة بينما يرزح رعيتهم تحت مخالب الفقر والجوع.