«المهابيل والبرابرة والعوالم».. مناطق أحرجت ساكنيها فتغيرت أسماؤها

تشتهر مناطق وأحياء القاهرة القديمة بأسمائها، حتى أن لكل اسم سر أو حكاية قد تكون تاريخية أو فُكاهية، ربما سُميت على اسم ساكنيها، بينما هناك أماكن حملت على لافتاتها أحداث تاريخية مرت عليها، قد تصل بعضها إلى ألف سنة، تحكي جِدران كل حي عن حِقبة تاريخية مميزة بمعمارها ومبانيها العتيقة التي تكون غالبًا علم مميز لهذا الحي.

 

الحالة التاريخية الشعبية الموجودة في جنبات حواري وأزقة القاهرة الفاطمية القديمة تعطي مصر حالة مُتفردة بين الدول العربية، خاصةً في المناسبات الدينية، مثلاً، يعتبر حي الحسين والأزهر والجمالية والسروجية والدرب الأحمر من أكثر الأماكن التي يتردد عليها المصريين والعرب في شهر رمضان حتى باتت من طقوس الشهر.

 

أما الدروب والأزقة والحواري التي جسدت روح المواطن القاهري القديم، والتي أثرت في كتابات الحكّايين ممن ينتمون إليها، أو المارين بها، صنعت أعمالاً سنيمائية عظيمة، منها درب المهابيل، ودرب العوالم، والبرابرة.

درب المهابيل

يقبع الدرب القديم بين في زاوية بين شارعي محمد علي وعبد العزيز، سُمي بـ "المهابيل" بسبب وجود كثير من محال البوطة حيثُ أقبل عليها أهالي المنطقة، ما يجعلهم سُكارى أغلب الوقت، لذلك سُميت بدرب المهابيل. طلب سكان الدرب تغيير اسمه فاستجابت الحكومة وأصدرت قرارًا فى يوليو 1951 بتسميته درب المناصرة.

الدرب الأحمر

حي شهير من أحياء القاهرة الفاطمية يبدأ من بوابة المتولى حتى شارع التبانة، يضم حوالي 65 أثر إسلامي من أشهرها الجامع الأزهر الشريف، يوجد بالحي  شوارع عديدة مثل المغرلبين والسروجية الذي تحول اسمه إلى "الجنباكية".

 

درب العوالم

 يقع درب العوالم بين شارع محمد على وشارع محمود سامى البارودى، حملت لافتته اسم واحدة من المهن المشبوهة وقتذاك، فكان سُكانه يشعرون بالحرج، فطلبوا تغيير اسمه، فاستجابت لهم الحكومة وأصدرت قرارا فى 25/2/1953 بتغيير اسمها إلى درب طبو زاده.

 

درب العمى

يقع درب العمى شرق حارة الطياب وغرب السويقة، كان وقع نُطق الاسم على السمع يُثير استياء ساكنيه بسبب غرابته،  فطلب سكان الدرب تغيير اسمه لهذا السبب، واستياء البعض من وقعه على السمع، فاستجابت لهم الحكومة وأصدرت قرارا فى يناير 1934 بتسميته درب العجمى.

 

حارة قلعة الكلاب

حارة قلعة الكلاب أو قلعة الطياب حديثًا، تتواجد هذه الحارة غرب حي العميان وشرق شارع العطار حتى تنتهي إلى شارع الأزهر، يصعد المارين بالحارة بسلالم حجرية وفى أوائل القرن العشرين طلب سكانها تغيير اسمها فاستجابت لهم الحكومة وسمتها قلعة الطياب.

 

درب البرابرة

سُمي الحي على اسم ساكنيه، وهم أشخاص وافدون من المغرب العربي والسودان وأفريقيا، واتسموا بالفقر الشديد، وكانوا يعملون عند أهالي درب الأغوات وسكنة كبار القوم ورجال الدولة، لذلك سُميت المنطقة وقتها بـ"درب البرابرة".