الأحد الأسود بالبرازيل.. 200 عام ثقافة في أحضان النيران (فيديو وصور)

تعرض متحف البرازيل الوطني لحريق ضخم أسفر عن خسائر «لا تحصى»، بعدما تعرضت ملايين القطع النادرة إلى التدمير فيما لا تزال أسباب الحريق غير معلومة.

متحف ريو دي جانيرو البالغ عمره 200 عام، يضم قطع أثرية من مصر كما يحتوي على مقتنيات يونانية ولاتينية. وقالت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، إن أقدم بقايا بشرية في البرازيل من بين القطع الأثرية التي تعرضت للتدمير.

والمتحف المرتبط بجامعة ريو دى جانيرو الاتحادية ووزارة التعليم تأسس عام 1818 ويضم مجموعة كبيرة من التذكارات التاريخية والقطع الأثرية من بينها قطع تعود للتاريخ المصرى والروماني.

وبحسب «ديلي تليجراف»، فإن حريق متحف ري ودي جانيرو، الذي يعد من أقدم المتاحف التاريخية والعلمية في البرازيل، يُعتقد أنه دمر معظم مقتنياته التي يبلغ عددها ما يقرب من 20 مليون قطعة أثرية.

وقالت الصحيفة، إن الحريق بدأ  بعدما أغلق المتحف أمام الجمهور يوم الأحد واستمر في الاشتعال ليلا، مشيرة أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات، لكن الخسارة التي لحقت بالعلوم والتاريخ والثقافة البرازيلية كانت لا تحصى.

ويعمل أكثر من 80 رجل إطفاء على إخماد الحريق المشتعل منذ الليلة الماضية، فيما لم ترد تقارير حول وقوع أى خسائر بشرية ولا يعرف حتى الآن حجم الخسائر التى سببها الحريق إلا أنه تم إنقاذ العديد من القطع بمساعدة العاملين بالمتحف.

ونقل موقع «جي ا» الإخباري عن كريستيانا سيريخو، واحدة من نواب المديرين في المتحف قولها: «كان أكبر متحف للتاريخ الطبيعي في أمريكا اللاتينية. لدينا مجموعات لا تقدر بثمن. مجموعات يزيد عمرها عن 100 عام».

ولم يتضح حتى الآن كيف بدأ الحريق في المتحف الذي كان جزءًا من الجامعة الفيدرالية في ريو، لكنه تعرض للإصلاح في السنوات الأخيرة.

وشملت مجموعاته المثيرة للإعجاب عناصر جلبها إلى البرازيل دوم بيدرو الأول - الأمير البرتغالى الذي أعلن استقلال المستعمرة آنذاك من البرتغال- كما يضم «لوزيا»، وهي هيكل عظمي عمره 12000 سنة ويعد الأقدم في الأمريكتين، فضلا عن الحفريات والديناصورات والنيازك التي تم العثور عليها في عام 1784.

ورغم تخزين بعض المحفوظات في مبنى آخر ولكن يعتقد أن الكثير من المجموعة قد تم تدميرها.

في غضون ذلك، أعرب الرئيس البرازيلي ميشال تامر، عن حزنه البالغ جراء الحريق الضخم الذي يهدد بفقدان ملايين القطع التاريخية، متابعا: «اليوم هو يوم حزين للغاية لجميع البرازيليين خاصة مع خسارة مائتي عام من العمل والتحقيق والمعرفة هىي عمر المتحف».

ونقلت الجارديان عن ميرسيو جومز، عالم الأنثروبولوجيا والرئيس الأسبق للوكالة البرازيلية، قوله: «نحن البرازيليون لدينا فقط 500 سنة من التاريخ. كان متحفنا القومي يبلغ من العمر 200 عام، لكن هذا ما كان لدينا وخسرناه إلى الأبد. وعلينا إعادة بناء متحفنا الوطني».