هل تنقذ صفقة شيكرز طموحات تيريزا ماي؟.. وتوقعات بتوتر الأجواء بين باريس ولندن
الإثنين، 03 سبتمبر 2018 02:00 م
تسعى تيريزا ماي رئيس الوزراء البريطانية إلى إقناع الداخل البريطاني بمرحلة ما بعد الاتحاد الأوروبي، فروجت لمخطط «ماي في أفريقيا»، أملًا فى تخفيف الغضب والانقسام حول خطتها للبريكست.
لكن هناك طوق نجاة تضع «ماي» أملا عليه، وهو الدعم الفرنسي من إيمانويل ماكرون، لكن هل يحدث هذا؟
ويشهد الداخل البريطاني انقساما حول خطة تيريزا ماي لفك الارتباط بالاتحاد الأوروبي، تقول صحيفة ديلى اكسبرس البريطانية، إن ذلك استسلام كامل لأوروبا، في حين يرى مؤيدى حملة «البريكست» رئيسة الوزراء، خانت نتيجة استفتاء 2016، وأن الخطة المعروفة باسم "خطة شيكرز" تؤكد أن ماى كانت فعلا مؤيدة للبقاء فى الاتحاد الأوروبي وأنها خالفت كل مطالب مؤيدى الخروج، لأن الصفقة لا تضمن السيطرة الكاملة المطلقة على الحركة عبر حدود البلاد، وحتى الجزء المتعلق بالتعويضات الأوروبية وافقت عليه ماى، وكل هذا مقابل فرصة عقد صفقات تجارية مع الدول الأوروبية والبقاء ضمن السوق الأوروبى.
صحيفة بيزنس انسيدر تقول إن مؤيدى الخروج داخل حزب ماى «المحافظين» يرون الخطة مجرد استسلام سيجعل بريطانيا دولة تابعة لأوروبا وليست دولة مستقلة.
والتقت تيريزا ماى بالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، في أوائل أغسطس الماضي، طالبة منه الدعم لإقناع الشركاء الأوروبيين بخطتها، باعتبار أن هذا سيقوى موقفها فى الداخل البريطاني.
وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسى داعمة لموقف ماي، ودعا أوروبا لقبول الخطة وعقد الصفقة قبل مارس 2019 الموعد النهائى لمفاوضات البريكست، لكن صحيفة «تليجراف» تقول إن هناك شكوك حول جدية الموقف الفرنسي، مستندة إلى مصادر دبلوماسية وخبراء أن ماكرون مستعد للاستمرار فى إقناع الدول الأوروبية للقبول بخطة «شيكرز» قبل القمة الأوروبية فى سالزبرج.
وتابعت الصحيفة أن ماكرون لن يقنع دول أوروبا بتقديم التنازلات، فيما يتعلق بحرية الحركة أوالإقامة أو حتى فى الجمارك، أي أنه فى المجمل لن يتغير الموقف عما هو عليه الأن، مضيفة هناك سبب آخر يجعل ماكرون لا يرغب حقًا فى تقديم المساعدة، وهو الحادث الذى أصبح يعرف إعلاميًا باسم «حرب السكالوب»، عندما انطلقت مراكب صيد المحار السكالوب البريطانية والفرنسية لتصطدم ببعضها فى عرض القناة بين البلدين بينما يلقى البحارة بالأدوات على بعضهم البعض فى مشاجرة وصفتها CNN بأنها معركة من القرون الوسطى، حيث كان البحارة البريطانيين والفرنسيين يتشاجرون على أحقية صيد المحار فى المنطقة.
وترى الصحف البريطانية المحافظة مثل التليجراف والصن، لقد كنا محقين فى مغادرة الاتحاد الأوروبى الذى يمارس البلطجة ضدنا، بينما الرأى العام الفرنسى والبحارة الفرنسيون يقولون إنهم ربحوا المعركة بطرد المراكب البريطانية لكن خسروا الحرب لأن البريطانيين سيعودون من جديد للصيد فى المنطقة.
وتكمن مشكلة الخطة في ربط البضائع البريطانية بالمعايير الأوروبية، أي أن بريطانيا لن تكون قادرة على وضع معاييرها الخاصة فى التجارة، وبهذا تخسر مقعدها فى صنع القرار فى أوروبا، ومع ذلك ستكون ملتزمة بأي قرار أوروبى فى التجارة، ورغم هذا إذا اعترضت بريطانيا فإنها قد تخسر مميزات السوق الأوروبى أيضا، غير أن تيريزا ماي ترى أنها بذلك تحافظ على مكانها في أوروبا.