الثقافة ليست فقط مسرحاً و"أوبرا"..!
السبت، 01 سبتمبر 2018 01:15 م
لا أحد ينكر حالة التفاؤل التى سيطرت على المثقفين بعد اختيار الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة للثقافة، ولم يكن ذلك كرهاً فى الوزير السابق، الكاتب الكبير حلمى النمنم، وإنما لأنهم كانوا يبحثون عن شخصية لديها إدراك بدولاب العمل، وفى نفس الوقت مثقفة ومدركة لهموم المثقفين ومشاكلهم، وهو ما أنطبق على الدكتورة إيناس.
ما أقوله الآن لا يعنى أن لدى موقف ضد الوزيرة، وإنما أحاول أن أضع أمامها بعض من الملاحظات التى ظهرت أمامى وأنا أتابع أداء الوزارة، التى أعتبرها من أهم الوزارات فى مصر، فهى مسئولة عن عقول المصريين.
منذ اختيارها وزيرة للثقافة تحاول الدكتورة إيناس عبد الدايم أن تجتهد لكى ترتقى بالعمل داخل الوزارة وقطاعاتها المتشعبة، لكن يبدو أن البوصلة تاهت من بين يديها، فركزت على قطاع أو أثنين، وتناست، ولات أقول تجاهلت الباقيين، ويكفى هنا أن نطالع البيانات الصادرة عن الوزارة وتحركات الوزيرة المعلنة، كلها تسير فى اتجاه واحد فقط، أن الوزيرة تدعم المسرح والأوبرا فقط، أما بقية القطاعات والأنشطة الأخرى فلها رب يحميها، فلم أرى صورة للوزيرة وهى تفتح معرض فن تشكيلى، ولا داخل قصر من قصور الثقافة المهملة، والتى طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل عامين بالاهتمام بها، لأنها من الآليات المهمة فى مواجهة الفكر الإرهابى المتطرف، مثلها مثل المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والنادى ومراكز الشباب، لكن يبدو أن هذا الأمر بعيد حتى الآن عن الوزيرة ونشاطها.
من الطبيعى أن تواصل الوزيرة النشاط الذى ظهرت وأبدعت فيه، وأقصد هنا الأوبرا، وأن تهتم بنشاط حظى باهتمام رئاسى مثل المسرح، لكن أين البقية، الا تدرك الدكتورة إيناس عبد الدايم أن وزارة الثقافة مليئة بالقطاعات والأنشطة المهملة والتى تحتاج إلى تدخل سريع حتى لا نقول على الثقافة فى مصر "ربنا يرحمها".
لا أتمنى أن تغضب الوزيرة من هذا الحديث، لأنى لست ضدها، بل كنت ولازلت من المتفائلين بها وبنشاطها، لكن من واجبنا أن نذكرها بالنواقص حتى تهتم بها، لأن الوزيرة لن تقبل على نفسها أن يقال أنها وزيرة المسرح والأوبرا، وأن مكتبها تحول إلى فرع ثانى للأوبرا سواء من خلال العاملين الذين انتدبتهم من دار الأوبرا مثل مدير المكتب والسكرتارية والمستشار الإعلامى، ولا أنها تخشى حتى الآن فتح الملفات الشائكة فى الوزارة.
لا أريد من الوزيرة أن تغضب، بل أريدها أن تعمل على توسيع مفهوم وزارة الثقافة لتشمل ما هو أكبر من الأوبرا والمسرح.