"لا أحد فوق الحساب".. رسائل نواب وسياسيين للمحافظين الجدد: حاربوا الفساد والإهمال
الخميس، 30 أغسطس 2018 04:40 م
"حي على الفلاح".. هذا هو شعار المرحلة الجديدة بعد حلف المحافظين الجدد ونوابهم اليمين الدستورية صباح اليوم الخميس، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد أن تم تكليفهم بـ10 تكليفات رئيسية خاصة ببناء الإنسان وتنمية المجتمع، والتصدي للفساد والمحسوبية وكل أشكال تدمير مؤسسات الدولة .
"صوت الأمة" رصد ردود فعل النخبة السياسية على حركة المحافظين الجديدة ومطالبهم من المحافظين ونوابهم لتحقيق الهدف الوطني ضمن استراتيجية التنمية الشاملة لعام 2030.
علق النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، على حركة المحافظين الجديدة والتى شملت تغيير 21 محافظًا من أصل إنه بالتأكيد المحاظفين الجدد لديهم مهام مكلفين بها وسيعملون على تحقيق ذلك، كما أننا نشكر المحافظين السابقين على ما قاموا به من جهود لكنهم فشلوا في تنفيذ خطة الدولة الاستراتيجية للتنمية.
وطالب وهدان في تصريح لـ"صوت الأمة"، المحافظين الجدد بضرورة العمل على تحسين خدمات الرعاية الاجتماعية والتأمينات للمواطنين، وكذلك إنشاء أسواق داخل المدن والقري وإنشاء مصانع على أطراف المحافظات لاستيعاب القوى العاملة الكثيفة في المحافظات وهو ما سيحقق خطة الدولة الاستراتيجية في التنمية.
وحول ضرورة حضور المحافظين لمجلس النواب للحصول على تزكية البرلمان، أوضح سليمان وهدان، أن هذا بعيد عن صلاحيات المجلس وأن حضور النواب لن يكون جماعيًا ليس لأن المجلس في فترة الأجازة السنوية بل لأن ذلك لا يوجد ضوابط تحدده بل إن المحافظين قد يأتوا فرادي للبرلمان في حال إذا ما كان هناك طلب إحاطة مقدم بشأن محافظة ما، وسيكون الحضور في اللجان النوعية وليس في الجلسة العامة.
محمد الحسينى وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب
من جانبه، طالب محمد الحسينى وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، المحافظون الجدد بأن يتركوا مكاتبهم وأن ينزلوا إلى الشوارع لمتابعة العمل ومعايشة المشاكل على أرض الواقع، قائلا:" بقول للمحافظين الجدد كل لما تشتغلوا على الأرض هتنتجوا بجد واكتر، وطول ما احنا موجودين على الأرض هننتج كتير".
وحول طلبات المحافظين السابقين زيادة الموارد المالية في الموازنة العامة، قال الحسيني: "مش كل الموضوعات عايزين فلوس لها، لأن بعض القرارات ممكن ترتب أمور كتيرة مثل إزالة الإشغالات وصيانة الطرق وجمع القمامة في الشوارع، عشان كده بقول ديمًا ازم تنظيم لشئون المحافظات قبل الحديث عن أى فلوس".
وشدد على ضرورة العمل الميدانى، قائلا:"يجب ضغط الإنفاق الذى يتسبب في هدر الموارد المالية لكل محافظة أو حى أو مركز أو قرية، كذلك لازم يكون الشغل ميدانى عشان الأمور تكون دقيقة ويقدر المحافظ يوزن كل شئ ، والمحافظ اللى هيشتغل على الارض مع المساعدين هيقدر يعمل فلتر للمشاكل ويفرق ما بينها ويلاقي لها حلول، وهيطلع انتاج يرضي المواطن البسيط".
وعن أبرز الملفات التى يجب على المحافظين تبنيها في الفترة القادمة، قال وكيل لجنة الإدارة المحلية، إن تطوير العشوائيات هو تنمية لمصر ولن يتأتي إلا بفريق واحد من نواب الشعب والمسئولين التنفيذيين لخدمة المواطن.
النائب عصام الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب
من ناحيته، قال النائب عصام الفقى أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب عن محافظة البحيرة، إن اختيار اللواء هشام عبدالغنى عبدالعزيز آمنة محافظا للبحيرة والدكتورة نهال بلبع نائبا للمحافظ، يُعد ضخًا لدماء جديدة في المحافظة التى تحتاج لكثير من العمل والإنجاز بعد سنوات طويلة من الإهمال في ظل الزيادة السكانية واستمرار العشوائية في مواقف سيارات نقل الركاب والبضائع كما أنها تحتاج لتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل في القطاعين العام والحكومي، وذلك لن يتم إلا بتقديم حوافز للمستثمرين من داخل المحافظة وجذب المزيد من خارجها.
وطالب الفقى في تصريح لـ"صوت الأمة"، المحافظين الجدد بشكل عام على مستوى الجمهورية، بضغط النفقات ومحاربة الفساد، مؤكدًا أن الموازنة العامة للدولة لا تحتمل سوء الإدارة لملفات الإدارات المحلية، وأن يضربوا بيد من حديد على يد المتراخين والمفسدين، مشددًا على ضرورة تفعيل الرقابة الذاتية على ألية العمل داخل كل محافظة وألا يتم غض الطرف عن أى تقصير، لأن الاهتمام بالتفاصيل يؤدى لإنجازات كبيرة تنعكس فيما بعد بشكل إيجابي على المواطنين وهو ما تريده القيادة السياسية.
عمرو الزمر الباحث في الشئون السياسية
من جانبه، قال عمرو الزمر الباحث في الشئون السياسية، إن حركة المحافظين التى صدق عليها الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الخميس، جاءت لتؤكد أن كل من فشل في إدارة مهام منصبه سيتم استبعاده وانه ليس هناك أحد فوق الحساب ولن يكون هناك مسئول محتكر للمنصب فقد انتهي هذا العصر، كما أنه من الملاحظ التركيز على الشخصيات العسكرية في منصبي المحافظ ونائب المحافظ لضمان أن يتم إنجاز الأعمال بجدية كاملة وعدم التهاون أو التراخي في تنفيذ المهام الوطنية لكل منصب.
وأكد الزمر، على أن المحافظين الجدد عليهم أعباء كبيرة خاصة أنهم سيقومون بما فشل فيه السابقون كما أن لديهم أجندة مهام يجب أن ينفذوها وفقًا لجدول زمني وضعه الرئيس السيسي، وذلك لحل مشاكل الطرق والمواقف العشوائية في المحافظات وانتشار القمامة وإهدار المال العام في وحدات الإدارة المحلية وإيقاف الهجرة الداخلية من خلال جذب الاستثمارات لمختلف الحافظات وافتتاح مشروعات جديدة تجذب القوى العاملة في كل محافظة بدلًا من التركز في المحافظات الأكثر اكتظاظًا بالسكان مثل القاهرة والجيزة والاسكندرية.
وتوقع الباحث في الشئون السياسية، أن يكون ملف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التى تنفذها مؤسسات الدولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتوفير فرص عمل كريمة تضمن للمواطنين أفضل مستويات الحياة، على قمة أجندة المحافظين، كما أثنى اختيار عدد من النساء في منصب المحافظ ونائب المحافظ، مؤكدًا على أن دور المراة محوري في حماية الأمن الاجتماعي لأن النساء مؤهلات فعليًا عمليًا وثقافيًا بل واجتماعيًا بالكثير من القضايا المجتمعية وهو ما يمكنهن من تحقيق إنجازات في ملفات محددة، وهو ما نأمله خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن مجلس النواب والقيادة السياسية سيكونان بالتأكيد ظهيرًا قويًا للمحافظين والحكومة بصفتهما السلطة التنفيذية لكنهما لن يكونوا بعيدين عن المحاسبة والرقابة، مشددًا على أن الأجهزة الرقابية في مصر ستراقب أعمال المحافظين ومن سيخرج منهم عن السياق أو يتستر على فساد أو يشارك فيه أو يعاون فاسد فلن يتم الصمت عنه وهو ما أصبحنا نشهده في المشهد العام لإدارة شئون البلاد مؤخرًا ولن يكون هناك أحد فوق الحساب.