ابنة بلبل مصر الوحيد: والدي تزوج 11 مرة وكان دنجوان عصره (صور وفيديو)
الخميس، 30 أغسطس 2018 06:00 محوار زينب عبداللاه
حازت أغنية " زورونى كل سنة مرة حرام تنسونى بالمرة" شهرة واسعة بين أجيال عديدة منذ لحنها فنان الشعب سيد درويش ورددتها أجيال متتالية، ورغم هذه الشهرة لا يعرف الكثيرون اسم المطرب الذى غنى هذه الأغنية ، و كان من اشهر مطربى جيله وأطلق عليه لقب بلبل مصر الوحيد.
كان الفنان حامد مرسى الذى ربما لا يعرف الكثيرون اسمه أول من غنى هذه الأغنية، وحقق من خلالها شهرة واسعة وأصبح منافسا لمحمد عبدالوهاب ، بل سبقه فى الشهرة والاستحواذ على قلوب النساء والفتيات ، فكان دنجوان عصره.
وولد حامد مرسى فى ايتاي البارود بمحافظة البحيرة عام 1904 وحفظ القرآن كمعظم أبناء القرى ثم التحق بالمعهد الأحمدى فى طنطا وتعلم التجويد وإنشاد القصائد ، واشتهر بحلاوة صوته وقوته وكان يحيى الحفلات حتى دعاه بدرخان بك مأمور المركز ووالد المخرج أحمد بدرخان لإحياء إحدى الحفلات ، فسمعه جورج ابيض الذى كان مدعوا للحفلة وأعجب بصوته ودعاه للمشاركة فى مسرحياته التى يعرضها بالاسكندرية .
تتحدث أميمة حامد مرسى ابنة مطرب زورونى كل سنة مرة من الفنانة عقيلة راتب عن رحلة والدها إلى عالم الشهرة قائلة :" سافر أبى إلى الإسكندرية وعاش فى بيت جورج ودولت أبيض وكان يغنى بين فصول المسرحيات ، فسمعه سيد درويش وأعجب بصوته وكان عائدا لتوه من إيطاليا".
وتابعت ابنة حامد مرسى فى تصريحات خاصة لصوت الأمة :" تبناه سيد درويش وعلمه ودربه وأعطاه عدد من الأغانى والألحان ومنها زورونى كل سنة مرة ، وغناها أبى بعد عرض الفصل االأول من إحدى المسرحيات ، فأعجبت الجمهور ، و طالبه بغناءهاعدة مرات فغناها 17 مرة ، وتم إلغاء الفصل الثالث من المسرحية".
تكمل الابنة حديثها قائلة :" كان صوته قويا ويغنى دون ميكرفون ، وفى اليوم التالى كان كل أهالى الاسكدندرية يغنون الأغنية ، وبعدها انتشرت وذاعت فى كل أنحاء مصر، وحقق أبى شهرة واسعة ، لكن للأسف لم يكن هناك فيديو أو تسجيلات لأعماله ."
وأضافت :" كان الجمهور يرسل له ألاف الخطابات التى تحمل اسم " بلبل مصر الوحيد " دون عنوان أو إسم وكانت تصل له من شدة شهرته ، وبدأت شهرته مع شهرة أم كلثوم التى كانت تغنى فى السنبلاوين وهو يغنى فى إيتاى البارود ، وكان يقابلها فى القطارات أثناء انتقالهم لإحياء الحفلات الدينية فى المحافظات"
تشير الابنة إلى أن والدها كان دنجوان عصره ومحط إعجاب الفتيات والنساء وخاصة سيدات المجتمع ، مؤكدة أنه تزوج 9 مرات قبل زواجه من والدتها الفنانة عقيلة راتب التى وقع فى غرامها بعد انضمامها لفرقة على الكسار التى كان بطلها ، وكانت والدتها لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها ودخللت المجال الفنى رغم معارضة والدها الدبلوماسى الكبير ، فعاشت فى بيت عمتها وتبناها الفنان على الكسار واعتبرها ابنته وكان يخاف عليها من بطل الفرق الدنجوان.
وكشفت الابنة أن إحدى زوجات والدها التى كانت إحدى سيدات المجتمع ألقته بماء النار من شدة غيرتها عليه بعدما طلقها مما تسبب فى تشوهات فى ذراعه.
وتحكى عن قصة زواج والدها ووالدتها قائلة : وقع أبى فى غرام أمى بطلة الفرقة ولم يصرح لها بحبه ، حتى عرف أن أحد كبار رجال السرايا الذى كان يحرص على مشاهدة العرض يوميا وقع فى غرامها وتقدم ليطلب يدها من على الكسار وقدم لها صندوق مجوهرات ، ووعد الباشا بأنها إذا وافقت على الزواج سيحضر الملك والملكة حفل الزفاف، وحين سمع الكسار يتحدث معهاعن هذا العريس صرخ فيه قائلا :" أنا بحبها وعاوز أتجوزها"
تؤكد أميمة حامد مرسى أن والدتها التى لم تكمل وقتها عامها السادس عشر لم تفكر كثيرا وحسمت الموقف لصالح المطرب الولهان وأخبرت على الكسار برفضها طلب الباشا وموافقتها على الزواج من حامد مرسى، رغم تحذيرات الكسار من غضب الباشا ومغامرات المطرب العاشق ، وبالفعل تم الزواج بين عقيلة راتب وحامد مرسى عام 1932.
وأشارت الابنة إلى أن والدها لم يهتم بالسينما والتمثيل واكتفى بالغناء ولذلك لم تستمر شهرته ، ورشح نفسه فى انتخابات نقابة الموسيقيين وفاز فيها كما كان عضوا بلجنة اختبار الأصوات بالإذاعة ."
وأضافت :" كان ابى مهتما بشئون قدامى الفنانين وكان يزور الفنان عبدالفتاح القصرى بعد إصابته بالعمى وابتعاده عن الأضواء ، وكان الوحيد الذى مشى فى جنازته من الفنانين"
وتابعت :"فى الستينات جمع أبى كل الكومبارسات والممثلين القدامى وعمل فرقة مسرحية قدمت عروضا فى الإسكندرية لمدة شهرين لم يكسبوا لكن اتفسحوا وعملوا فن وشافوا الجمهور ، وعاشوا مع الناس"
وأوضحت أنه رغم زيجات والدها المتعددة إلا أنه لم ينجب غيرها ولم يستمر فى أى زيجة كما استمر مع الفنانة عقيلة راتب حيث امتدت الحياة الزوجية بينهما إلى 26 عاما ، ووقع الطلاق بعد هذه الفترة بهدوء وظلت علاقة الصداقة والتواصل بينهما حتى وفاته ، ولم يتزوج بعد طلاقه إلا عندما نصحته عقيلة راتب بالزواج حتى يجد من يرعاه بعد تقدمه فى العمر.
وتابعت الابنة : بالفعل تزوج والدى للمرة الأخيرة بعد نصيحة والدتى ولكن زوجته توفت قبله بعامين وظلت والدتى تسأل عنه حتى مات فى بيت عقيلة راتب عندما كان يزورنا وتعب فجأة فرفضت والدتى أن يغادر البيت وتوفى بيننا عام 1982 وكان عمره 82 عاما.