الرئيس الإيراني بين مقصلة البرلمان ودعم المرشد.. هل تطيح الأزمة الاقتصادية بروحاني؟

الخميس، 30 أغسطس 2018 02:00 ص
الرئيس الإيراني بين مقصلة البرلمان ودعم المرشد.. هل تطيح الأزمة الاقتصادية بروحاني؟
حسن روحانى الرئيس الإيرانى

دخل الرئيس الإيراني حسن روحاني في مرحلة شديدة الحساسية من فترة رئاسته، بعد استجواب البرلمان الإيراني له الثلاثاء، خاصة بعد عدم اقتناع النواب بإجاباته وإحالتها إلى السلطة القضائية استنادًا للمادة 213 من نظامه الداخلي للبت فيها.

 

وتفصل السلطة القضائية بحسب الدستور في إجابات الرئيس الإيراني وما إذا خالفت القانون في سياساته المتعلقة بتهريب السلع واستمرار العقوبات المصرفية والبطالة والركود الاقتصادي وتدني قيمة العملة الوطنية (التومان).

 

وشهدت العملة المحلية الإيرانية التومان في الآونة الأخيرة، الكثير من الضربات حيث انخفضت وفقدت نحو نصف قيمتها منذ أبريل الماضي، ما أدى ذلك إلى تردي الوضع الاقتصادي الصعب في إيران، وهز ثقة البرلمان في الحكومة والرئيس الإيراني، الذي تم استجوابه على إثر ذلك لأول مرة أمام البرلمان منذ توليه السلطة في 2013.

 

ولم يكن استجواب الرئيس الإيراني في البرلمان،  هو الأمر الوحيد الذي يشير إلى تزمر المجلس من الحكومة والرئاسة، فقبل هذا الاستجواب بأيام أقصى البرلمان رجلين من فريق روحاني الاقتصادي، وعزل حليفين له في شهر واحد، وهما وزير الاقتصاد والمالية ووزير التعاون والشئون الاجتماعية.

 

وجاء عزل البرلمان لمسعود كرباسيان وزير الاقتصاد والمالية الإيراني المعروف بقربه من الرئيس الإيراني حسن روحاني جراء الأوضاع الملتهبة فى الداخل والاحتجاجات على سياسات الحكومة الاقتصادية، وتهاوى سعر العملة الوطنية (التومان) أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي مثل رسالة واضحة لروحاني بأنه على شفا صدام محتدم من النواب حول أداء حكومته في الفترة المقبلة.

 

حسن روحانى

 

 

وما زاد الطين بلة هو خطاب الرئيس الإيراني في البرلمان، حيث جاء مخيبًا للآمال مفتقرًا بحسب ردود أفعال أعضاء مجلس النواب للإعلان عن استراتيجيته المستقبلية لإيقاف نزيف الاقتصاد والعملة، مدافعًا بشكل مستميت عن الحكومة وأدائها الضعيف على مدار الأشهر الماضية.

 

ورغم خيبة الآمل فيما يتعلق بطرح روحاني الداخلي، بدا واضحًا محاولة استقطاب النواب لتأييد سياساته في المرحلة المقبلة، بعدما تخلى عن اعتداله في الخطاب أمام النواب، مهاجمًا الولايات المتحدة الأمريكية وقال: «إنه من الخطأ تمامًا التصور بأن اليوم سيكون البداية لحدوث شرخ بين الحكومة والبرلمان»، مؤكدًا أن «الولايات المتحدة ستصاب بخيبة الأمل في ختام اجتماع اليوم»، مشددًا على أنه لن يسمح لواشنطن تمرير مؤامراتها.

 

واستكمل الرئيس الإيراني هجومه على أمريكا وأكد «ليكن الشعب على ثقة بأننا لن نسمح لشلة مناهضة لإيران اجتمعت فى البيت الأبيض بأن تتآمر علينا"، وتابع "على البيت الأبيض ألا يتصور بأنه سيشعر بالسرور فى ختام هذا الاجتماع.. إننا لا نخشى أمريكا ولا المشاكل وسنتجاوز المشاكل جيدا».

 

الرئيس الإيرانى حسن روحانى
 

ورغم كل هذا الغضب الذي صبه النواب على روحاني، وامتلاكه سلطة عزل الرئيس الإيراني وفقًا للدستور، إلا أنه مازال يتمتع بتأييد المرشد الأعلى، حيث استنجد روحانى بخامنئى الذى يؤيد بقاءه فى الحكم حتى نهاية ولايته فى 2021، وخلال خطابه، قائلاً "آمل أن أتمكن من أخذ التوصیات التی قدمها لی قائد الثورة (على خامنئى) حول هذا الاجتماع بدقة"، في المقابل أكد المرشد الأعلى الأسابيع الماضية، إنه يتعين أن يبقى روحانى فى منصبه لمنع المزيد من الفوضى، فى الوقت نفسه ألقى باللوم أيضا على سوء إدارة الحكومة فى الملف الاقتصادى، وقال "من يطالب بتغيير الحكومة فى هذا التوقيت يلعب فى أرض الأعداء.. يجب أن تبقى الحكومة وأن تمارس واجباتها بقوة فى حل المشكلات".

 

اظهارات مهم #روحانی در خصوص تاثیر #ناآرامی‌های_دی_ماه۹۶ بر اوضاع تصمیم #ترامپ و شرایط فعلی#سوال_از_رئیس‌جمهور pic.twitter.com/ufPguqon29

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة