التعريفة الجمركية خنجر ترامبي في ظهر خصومه وحلفاءه.. هل يطعن أمريكا في النهاية؟
الأربعاء، 29 أغسطس 2018 12:00 ص
بدا واضحا للجميع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم «التعريفة الجمركية» كسلاح حرب ضد الخصوم والحلفاء، وذلك لتحقيق مصالح اقتصادية يرى مراقبون أنها ضيقة الأفق، فبعد أن استخدم ترامب هذا السلاح مع الصين، استخدمه أيضًا مع الحلفاء من أجل إجبارهم على تنفيذ توجهات واشنطن.
الأمر بدأ عندما شن الرئيس الأمريكي حربًا اقتصادية واسعة على الصين، بعدما شرع في فرض رسوم جمركية قيمتها 60 مليون دولار على البضائع الصينية والحد من حرية الصين على الاستثمار في صناعة التكنولوجيا الأمريكية.
ورغم أن الحكومة الصينية ردت بالتهديد بفرض 3 مليارات دولار من الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية واصفة وزارة التجارة الصينية قرار ترامب بأنه يمثل سابقة سيئة، لم يتراجع ترامب عن هذا القرار، وأرجع خلفيته إلى تعامل الصين مع الشركات الأمريكية بشكل غير عادل بإجبارها على تسليم أسرارها التجارية لدخول السوق، على حد قوله.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن البيت الأبيض ومعه كثيرين في عالم البيزنيس يرون حاجة الولايات المتحدة لردع الصين، وذلك من خلال رفع التعريفات الجمركية، مؤكدة أن ترامب اتجه للمواجهة أكثر بدلا من جذب الصين إلى النظام الاقتصادي الدولي القائم على القواعد.
ولكن الولايات المتحدة لم تستخدم التعريفة الجمركية مع الصين، حيث اتخذها ايضًا (ترامب) كأداة لمعاقبة تركيا لاحتجازها قس أمريكى لتهم تتعلق بالإرهاب، حيث أعلن ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات التركية من الصلب والألومنيوم، مما أدى إلى تهاوى الليرة التركية ومضاعفة آلاف الاقتصاد التركي الذي يواجه أزمة مالية عاصفة غير مسبوقة.
استخدام ترامب للتعريفة الجمركية لم يقتصر ضد خصومه أو الدول التى يريد معاقبتها لمواقف معينة، حيث استخدم هذا السلاح أيضا ضد أقرب الحلفاء وأبرزهم الاتحاد الأوروبي، وقام باستثناء كندا والمكسيك قبل فرض التعريفة عليهما أيضا.
وتشير كثرة استخدام ترامب لسلاح التعريفة الجمركية على ما يبدو إلى أنه (الرئيس الأمريكى) لم يبالي بما تمثله هذه القرارات من خطر على المدى البعيد على اقتصاد بلاده بسبب الإجراءات الانتقامية التى اتخذتها هذه الدول بزيادة التعريفة الجمركية أيضا على الواردات الأمريكية إليها.