أزمة عمرها 18 عاما.. كيف أصبحت المياه الجوفية «صداع» في رأس المسئولين؟
الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 12:00 مإبراهيم الديب
تعتبر المياه الجوفية أحد الموارد الهامة لمياه النيل، والتي تنتشر بشكل كبير في الوادي والدلتا، وتتميز بكونها نوعية جيدة من المياه التي تتراوح درجة ملوحتها مابين 300 - 800 جزء في المليون بحسب معهد بحوث المياه الجوفية، ولايسمح باستنزافها إلا في حالات الجفاف ذات الفترات الزمنية الطويلة، ومن هنا تتضح أهيمتها الاستراتيجية كمورد هام للمياه.
ولكن تمثل المياه الجوفية، مصدر إزعاج وقلق لأهالي محافظة الأقصر، وتحديدا «قرية أصفون»، بمدينة إسنا، بالمحافظة، والتي يعاني أهلها من ارتفاع منسوب تلك المياه عن سطح الأرض، خاصة في فصل الصيف، مايعرض المنازل للخطر، الأمر الذي يتم معالجته من قبل القائمين على الوحدة المحلية للمدينة من خلال سيارات الكسح.
وتجددت أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقرية مرة أخرى هذا الصيف، وسط مطالبات من الأهالي، للمحافظ، محمد بدر، باتخاذ التدابير العاجلة لحل الأزمة من جذورها وحماية المنازل من خطر الانهيار على رؤوسهم خاصة مع تزايدها في فترة الشتاء، نتيجة هطول الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة التي تؤدي إلى تضرر جدران وأساسات المنازل.
تاريخ الأزمة يعود إلى عام 1994، حسبما وضح محافظ الأقصر، حينما تم إنشاء «قناطر إسنا الجديدة»، والتي بدورها زادت من منسوب المياه بالمحافظة، وانعكس ذلك بالسلب على قرى مدينة إسنا، بعد ارتفاع منسوب المياه المحتجز في «هاويس إسنا»، بالتزامن مع ارتفاع منسوب المياه بـ«ترعة الرمادي» التي تسببت في تضرر المنازل المحيطة بها، خاصة القديمة منها، لوجودها في مسافات أقل من منسوب المياه، والبالغ عددهم حتى الأن نحو 57 منزلا في قرية «أصفون».
«النمسة، القرايا، باويل، نجع الشيخ، فضيل، العضايمة، المساوية، أصفون، الدقيرة».. أبرز القرى المتضررة من تلك الأزمة، بعدما تسببت المياه الجوفية في تهالك أساسات وجدران منازلهم، وتعد قرى «العضايمة، وحاجر كومير»، صاحبة نصيب الأسد من الأضرار، ويبلغ حجم المتضررين بعد حصرهم نحو أكثر من 55 الف مواطن.
محمد بدر، أكد قبل عدة أشهر أنه تم شراء مولدات كهربائية جديدة لتشغيل ماكينات السحب وإنهاء المشكلة في أسرع وقت، بالإضافة إلى الدفع بسيارات الكسح بالقرى المتضررة لكسح المياه بالمجان وتشكيل لجنة لحصر الأضرار الواقعة على المنازل تمهيدا لمعالجتها، وإنهاء الأزمة بالكامل بعد سحب تلك المياه للأبار التي يتم العمل بها في هذا الصدد.
إلا أن القدر لم يمهل أهالي «صفوان»، من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعد تلك الحلول، فظهرت الأزمة من جديد مرة أخرى، لتؤرق مضاجعهم طوال فترة الصيف، وتدق ناقوس الإنذار لمسؤولي الوحدة المحلية بالاستعداد الجيد لاستقبال موسم الأمطار، وتوفير الوسائل اللازمة لحماية الأهالي من مخاطر السيول وارتفاع منسوب المياه.
من جانبه دفع محمد سليمان، رئيس مركز ومدينة إسنا بجنوب الأقصر، بسيارات الكسح بالأماكن المتضررة لشفط المياه وإعادة الأمر إلى طبيعته، لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الأزمة نهائيا.
وأشار إلى أن هناك نحو 10 قرى متضررة من ارتفاع منسوب المياه، والمتزايد فترة الشتاء، نتيجة ارتفاع منسوب المياه التي يحجزها الهويس سنويا لمدة 6 أشهر، فيزيد معه منسوب ترعة الرمادي المحيطة بتلك القرى، مؤكدا أن محافظة الأقصر تقوم بعدة خطوات كل عام بمساعدة مهندسين وفنيين متخصصين لبحث سبل حل أزمة المياة الجوفية.
وأضاف، أن محافظ الأقصر، محمد بدر، قرر دراسة آليات استكمال مشروعات الصرف الصحي، والذي يساعد كثيرا في حل تلك الأزمة الأزمة، والتنسيق مع وزارة الري، والإسكان؛ لوضع حلول عاجلة لها.