يحتل المرتبة العاشرة في أسباب الوفيات.. الإنتحار يهدد رُبع طلاب الثانوية العامة
الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 08:00 ص
حالات انتحار عديدة في كل الأوساط والفئات عالميا، تبلغ 800 ألأف حالة سنويا، وإن كانت نسبتها الأكبر من الشباب. وفي مصر يشكل الأمر ظاهرة مزعجة، تشير تقديرات إلى أنها تهدد أعداد كبيرة.
بحسب أرقام ومؤشرات متاحة، فإن قرابة رُبع طلاب الثانوية العامة يفكرون في الأمر خلال فترات الامتحان والضغوط، و30% من حالات الانتحار الفعلية تتم عبر المبيدات الحشرية. وأمام الأرقام الفادحة وما تشكله من إزعاج ومخاوف يحتاج الأمر للاقتراب والفحص والبحث عن حلول.
وتزايدت وقائع الانتحار في مصر وكان آخرها انتحار طالب في محافظة أسيوط شنقًا لفشله في الالتحاق بكلية الهندسة، وانتحار شاب داخل مصحة إدمان وانتحار آخر شنقًا في المنيا، وثالث في المنطقة الصناعية بالداخلة، وانتحار شاب بإلقاء نفسه تحت عجلات مترو الأنفاق.
من جانبها رصدت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الأسباب النفسية التي أدت إلى ارتفاع حالات الانتحار، وهى زيادة معدلات العنف والعدوان في المجتمع، مؤكدة أن الانتحار تطور عما كان قديمًا فخلال الخمس سنوات الماضية بدأت معدلات العنف تجاه الذات تتطور إلى الانتحار، حيث كان العنف ضد الذات ينحصر فى إيذاء جسدى مثل جرح نفسه وما إلى ذلك أو لعب ألعاب عنيفة إلى أن تطور بشكل ملحوظ.
وأضافت هبة العيسوي في تصريحات صحفية أن زيادة استثارة المخ الانفعالى أكثر من المخ العقلانى هو السبب الثانى، مؤكدة أن مخ الإنسان به شقان الأول يتعامل مع الأمور بشكل عقلاني والآخر يتعامل بشكل انفعالي، ولكن للأسف أصبح الأكثرية من المجتمع يستثار بالجزء الانفعالى أكثر لأنه كثيرًا ما يتعرض لإحباطات يومية.
وأكدت أن السبب الثالث وهو أن معظم المنتحرين لديهم فلسفة التقليد الأعمى، مقدمة مثال على ذلك بأن طالب قرأ مثلًا فى الصحف أن طالب انتحر لأنه رسب في الامتحانات، وحينما يرسب هو الآخر يقرر الانتحار، بدلا من أن يبتكر فكرة جديدة لإدارة أزمته.
وللقضاء على هذه الظاهرة ، وضعت أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، روشتة وهى ضرورة عمل تنفيس للمشاكل النفسية اليومية فمثلا كل المؤسسات الخاصة والحكومية يجب أن تخصص قسم أو هيئة طبية نفسية اجتماعية تذلل العقبات النفسية التي تواجه الموظفين، ومثلا تروح عن موظفيها بالرحلات المجانية والهدايا والجوائز التشجيعية من وقت لآخر.
وأكدت أنه يقع على الأسرة دور كبير جدًا في وقاية أبنائهم من الانتحار، حيث يجب عليهم متابعة أي تغيرات التي تطرأ على سلوكيات أبنائهم، مثل الاضطرابات في الشهية سواء أكل كثير أو قليل، أو العزلة عن الأصدقاء والمقربين، مؤكدة أنه يجب أن نتحاور معهم ومعرفة الأسباب التي دفعتهم لذلك ونبدأ في علاجها.
وأكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابقة، على عدم تناول الإعلام عن الانتحار كحالات فردية، موضحة أن يجب عمل دراسة استقصائية عن الواقع الاجتماعى والثقافى والتربوى، لمساعدة المؤسسات البحثية في المجتمع لوضع رؤى وآليات للقضاء على هذه الظاهرة، موضحة في تصريحات صحيفية أن زيادة معدلات هذه الحوادت تؤدي إلى نوع من التبلد ليصبح الأمر عاديًا.
ودعت ليلي المتخصصين في علم النفس والاجتماع، لدراسة قضية الانتحار وأسبابها بشكل موسع ووضع توصيات ومقترحات للوقاية من هذه الظاهرة.