العسكري السياسي .. كل ما تريد معرفته عن السيناتور الأمريكى جون ماكين
الأحد، 26 أغسطس 2018 01:00 م
بعد ساعات قليلة من توقفه عن تعاطي العلاج من مرض السرطان، توفى السيناتور الأمريكي المخضرم جون ماكين ما ألقى بظلاله صدى واسع في الأوساط العالمية والسياسية الأمريكية، لاسيما وأنه أمضى 3 عقود ممثلًا لولاية أريزونا ويحظى بتقدير كبير.
وتوفي ماكين صاحب الـ 82 عامًا قبل ثلاثة أيام من عيد ميلاده، حيث ولد في 29 اغسطس 1936 في مركز عسكري أمريكي في منطقة بنما حيث كانت تتمركز الأسرة في ذلك الوقت، والتي كانت عسكرية بامتياز الأب والجد كلاهما كانا ضابطين في البحرية وحصلا على رتبة أدميرال.
وانتقل ماكين في فترتى الطفولة والمراهقة برفقة عائلته بين القواعد البحرية فى الولايات المتحدة وخارجها.
بدأ حياته العسكرية عام 1954 بعد انضمامه إلى الأكاديمية البحرية والتي تخرج منها بعد 4 سنوات، ثم خدم فى سلاح البحرية حتى عام 1981
.
وتطوع ماكين للعمل كطيار بحرى مقاتل خلال خدمته، مشاركًا فى العمليات القتالية خلال حرب فيتنام، وفى أكتوبر 1967، أسقطت طائرته فى أجواء هانوى، وتم أسره وقام خاطفوه بالاعتداء عليه.
وللخلفية الصعبة للتدخل الأمريكي في فيتنام تأثير على حياة ماكين الذي قضى بسبب مشاركته في هذه الحرب 5.5 سنوات فى سجون فيتنامية مختلفة، من بينها سجن "هانوى هيلتون" سيئ السمعة، ولكن بعد انتخابه فى مجلس الشيوخ، زار فيتنام عدة مرات سعيا لإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قضوا فى تلك الحرب.
تقاعده ماكين من الجيش عام 1982 ، ليدخل بعد ذلك مضمار العمل السياسى بعد انتخابه فى مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وظل محتفظا بهذا المقعد لفترتين، ثم انتخب فى مجلس الشيوخ عام 1986، وأعيد انتخابه بسهولة 3 مرات، وفي عام 2000، حاول ماكين نيل ترشيح الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة، وفى ذلك الحين، كان ينظر إلى أسلوبه المباشر باعتباره أمرًا حيويا، لكنه خسر السباق فى النهاية أمام جورج بوش الابن.
وفى 2008، نال ماكين ترشيح الحزب فى السباق الرئاسى فى مواجهة المرشح الديموقراطى باراك أوباما، لكنه خسر أمامه أيضا، ورغم خسارته مرتين، يعتبر ماكين واحدا من أبرز السياسيين فى واشنطن، والذى كان يشغل منصب رئيس لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ.
شارك ماكين خلال 35 عاما قضاها في الكونجرس ممثلا لأريزونا، بقوة فى نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة، وكان معروفا عنه أسلوبه المباشر والصريح فى الحديث عن القضايا المختلفة، ما أدخله فى عدة معارك كلامية، كان نادرا ما ينسحب منها بسهولة.
تمتع ماكين بشعبية فى أوساط الديمقراطيين رغم أنه حاد الطباع، لكن نظرا لآرائه الليبرالية إزاء بعض القضايا واتسامه بالانفتاح على الرأى العام والصحافة كان واسع التأثير حتى على الديمقراطين نفسهم.