مواقع مزعومة لتعليم التنقيب عن الآثار.. عندما تسود الخرافات شبكة الإنترنت

السبت، 25 أغسطس 2018 02:00 م

أثار فرعونية

عنتر عبداللطيف

مازالت كتب تسخير الجان واستخراج الذهب منتشرة وتباع على الأرصفة، وهى كتب تفوح من صفحاتها الأكاذيب، لكنها تلعب على العامل النفسى لبعض ضعاف النفوس، والذين يسارعون بشراء هذه الكتب أملا فى تحقيق حلم الثراء السريع والحرام.

انتشار هذه الكتب فى بعض المكتبات وبيعها دون رادع، يساهم فى انتشار الجهل والخرافة، ما يرجع المجتمع مئات السنين إلى الخلف، فى وقت أطلقت فيه الولايات المتحدة الأمريكية عبر وكالة الفضاء «ناسا» مهمة تاريخية، بإرسال مسبار يقترب من الشمس بصورة غير مسبوقة.

الغريب أن الشبكة العنكبوتية - الإنترنت - أصبحت تضم عشرات المواقع لتعليم السحر والشعوذة بتسخير الجان فى خطف المال، واستخراج الكنوز والدفائن، أو لجلب المال وخطفهم من أصحاب المال، وفق هذه المواقع.

يقول أحد هؤلاء المشعوذين عبر موقعه المشبوه، إنه يستطيع تسخير الجان عبر ما يسميه ضلع الشمس، ويعرفه قائلا إنه:«عمل روحاني قديم جداً كان يستخدم فى استخراج الكنوز والدفائن قديماً، وكانوا يستخدمونه فى أكثر الأحوال لاستخراج الكتب والمخطوطات»، زاعما أنه تعلم هذه الروحانية من جده، وكما ذكرها الشيخ أحمد بن على البوني فى كتبه، إنه من الممكن أن تسأل الأعوان يأتوك بالمال والذهب.

عشرات المواقع تشترك فى ذات الصفة، وهى إصباغ نوع من الإثارة والغموض والأهمية عما يزعمون فعله، بغرض التأثير النفسى على المتلقى، خاصة إذا كان ذو خلفية ثقافية محدودة، فبذلك يسهل التأثير عليه.

اللافت أن المشعوذ يرجع وجود عجز ببعض البنوك عقب انتهاء كل سنة مالية، إلى خطف الجن لهذه الأموال، قائلا: «إن عملية خطف المال عن طريق الجان تتم من البنوك والمصارف العالمية فى الحقيقة، وأن أصحاب هذه البنوك يواجهوون نقصاُ كبيراً كل عام، ومن دون سبب واضح»، وفق زعمه، أما عن استخراج الكنوز، فيزعم المشعوذ أن ما يطلق عليه ضلع الشمس، فإنه يستخرج الضلع من الكتف الأيسر من حيوان الجدي الأسود، أو ذو العيون الملونة.

ويذهب المشعوذ إلى أن عملية صنع الضلع معقدة جداً فى الحقيقة، فإن كان الصانع لا يملك مهارة كافية ومعلومات جيدة، ففى العلم الروحانى فإنه سوف يتوه حقاً، فهذه هى العلوم التى تتوارث حقاً من الجد للولد، ثم يستمر فى ترويج أكاذيبه عن طرق تحضير هذا السحر المزعوم.

نموذج المشعوذ الذى يزعم قدرته على استخراج وتعليم التنقيب عن الآثار كثيرة، ومنها سقوط عاطل بمنطقة باب الشعرية، حيث اعتاد ممارسة أعمال النصب من خلال إقناع المواطنين بقدرته على التنقيب، والعثور على الآثار عن طريق أعمال السحر والشعوذة، وذلك مقابل حصوله منهم على مبالغ مالية كبيرة، وغيره من العشرات الذين يتساقطون كل يوم، وعلى الرغم من ذلك يجد هؤلاء الدجالون من يصدقهم ويسقط فريسة لهم.