نعيب زماننا والعيب فينا !
الجمعة، 24 أغسطس 2018 03:28 م
كل عام والجميع بخير وسعادة وتواصل وحب، يحتفل المصريون جميعا مسلمون وأقباط بعيدين هامين أعادهما الله على مصر بكل خير وحفظ وأمان .
نصيحة هامة لنفسي وللجميع " لا تجعلوا أيامكم مثل أعيادكم " كما تنبأ سيدنا علي رضي الله عنه، لكن اسعدوا وتواصلوا مع الأهل والأقارب والأصدقاء وغيروا طعم الأيام، فالشكوى العامة في معظم الأعياد أنها أصبحت بلا طعم كما كانت في الماضي، فالكل أصبح منشغلا في نفسه واختفت "لمة العيلة" وزيارة الأحفاد للأجداد والأقارب في أيام العيد، والعجيب أننا غالبا ما نعيب الزمان والعيب فينا، إذ أننا لو سألنا أنفسنا عن السبب الرئيسي وراء إختفاء بهجة العيد والمتسبب في ضياع طعم الأيام ستكون الإجابة الصادقة مع النفس هي نحن، حيث إننا من اخترنا بكامل إرادتنا طمس روح وطقوس الأعياد والمناسبات، فلم تعد لمة العائلة في الأعياد ضمن الأولويات، ولم يعد أغلب الأبناء يهتمون بقضاء الأعياد مع آبائهم واصطحاب الأحفاد لزيارة أجدادهم وصلة رحمهم
نحتاج بشدة في هذا الزمان لإعادة فكرة حفر ذكريات الأعياد في عقول أبنائنا كما كانت لنا ذكريات، فطقوس الأعياد هامة والحفاظ عليها وعلى هويتنا وعاداتنا ضرورية، فلكل مجتمع ثقافته في الاحتفال والتي تميزه عن غيره وتجعل لشعبه سمات مميزة .
للأسف أهمل الكثير منا فكرة ذبح الأضحية، وأصبحنا نستسهل فكرة الصكوك كي نذهب إلى المصايف ونقضي العيد خارج البيوت، ولم يعد أطفالنا ينتظرون العيد ليفرحوا بالأضحية ويستمتعوا بتوزيعها على المحتاجين ، أما جيل الأمهات الجدد فلم تعد الكثيرات منهن تهتم بعمل المأكولات الخاصة بالعيد كالفتة والرقاق، مع أن مذاق الأطعمة لا ينسى ورائحتها تعيش في الأنوف لسنوات طويلة ، وعندما تتكرر تأتي حاملة معها الذكريات ، نحتاج لإعادة لم شمل الأسرة على مائدة واحدة وأن نعلم أبنائنا ضرورة التواصل ، وأهمية صلة الرحم على الأقل في الأعياد .
فلنعاهد أنفسنا على أن نستفيق من الغفلة وعلى إعادة حساباتنا ، فسعادتنا ومللنا بأيدينا نحن فقط ، ودائما ما أؤمن بأن ( السعادة اختيار ) ، فلنبدأ بتغيير عاداتنا وأولها إبعاد أعيننا عن شاشات هواتفنا أثناء التزاور وإعادة الأحاديث المشتركة بين أفراد الأسرة ، وإشراك الأطفال في الألعاب الجماعية التي تقوي الصلات بين البشر ولا تقطعها ، فكم من قريب في الجوار لكنه بعيد في المشاعر والإحساس والروح .
هللوا وكبروا وأحبوا وتواصلوا واحتفلوا واقتنصوا أياما سعيدة مع زحمة الحياة وتكرار الروتين ، وإلا فلا تسألوا عن بهجة الأعياد .. وأخيرا عيد سعيد ومبهج على مصر والمصريين جميعا .