«الأيدي الناعمة» تقطع رؤوس المتحرشين في عيد الأضحى المبارك
الجمعة، 24 أغسطس 2018 05:00 مإبراهيم الديب
وجه شاحب، لشاب مكبل اليدين، عيناه زائغتان، ورأسه منكس.. هو المشهد السائد للمتحرشين المضبوطين أثناء اقتيادهم إلى سيارات الشرطة من قبل عناصر الشرطة النسائية لملاقاه مصيرهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
تتزايد معدلات حالات التحرش الجنسي لفظيا، أو جسديا، في أماكن التجمعات، والزحام، وتنشط تلك الظاهرة وسط الزحام الشديد الذي تشهده بعض الأماكن العامة ودور السينما خلال فترات الأعياد، وهو الأمر الذي تعمل الشرطة النسائية بوزارة الداخلية على مواجهته بحزم، وحماية أجساد العذارى من براثن المتحرشين.
«التحرش مشكلة مجتمعية، ولايقتصر مواجهتها على المعالجة الأمنية فقط».. هكذا علقت الدكتورة نجلا العادلي، مدير مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، اليوم الجمعة، على زيادة أعداد حالات التحرش خلال عيد الأضحى المبارك.
مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، رصد خلال الأيام الماضية من عيد الأضحى المبارك، ضبط 15 حالة تحرش، تعاملت معهم عناصر الشرطة النسائية، وأصحابها من صغار السن، والكبار، عددا منها تم ضبطه بعد إبلاغ الفتيات المتحرش بهن، والأخر تم ملاحظته من قبل تلك العناصر المنتشرة في أماكن التجمعات.
الدكتورة نجلاء العادلي، أكدت أن المعالجة الأمنية فقط ليست هي الحل لتلك الظاهرة، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام من قبل أجهزة الدولة ومؤسساتها بتنفيذ المعالجة المجتمعية وغرس القيم والأخلاق في نفوس الشباب، وتنمية الوزارع الديني لديهم، مناشدة الفتيات التحلي بالشجاعة والإبلاغ عن أي مشكلة تواجههن.
وتنتشر عناصر الشرطة النسائية بكثافة خلال فترات الأعياد، بمحيط دور السينما، والحدائق والمتنزهات العامة، والأندية، وداخل الحدائق الشهيرة، لمواجهة الشباب المتحرش، وضبطهم لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بالإضافة إلى تنظيم صفوف الإقبال على دور السينما، ومنع الاختلاط وأي شيء قد يعكر صفو قضاء إجازة العيد أو نشوب أعمال شغب بين المحتفلين أثناء الدخول على أبواب السينما.
وتحمل عناصر الشرطة النسائية العبء الأكبر من حماية الفتيات في مناطق التجمعات من مخاطر الاعتداء الجنسي، وتعد عنصرا هاما في تنفيذ خطة وزارة الداخلية لتأمين احتفالات المواطنين بالأعياء، الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسب التحرش بالمحافظات بعد انتشار تلك الوحدات بشكل مكثف، لاسيما في ظل الجولات التي ينفذها قسم مكافحة العنف ضد المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة بالمديريات على الحدائق العامة، ودور السينما، للتصدي لأي محاولات للتحرش سواء كان لفظيًا أو جسديا.
ولايقتصر دور الشرطة النسائية على الضبط الأمني للعناصر المتحرشة بأماكن التجمعات فحسب، بل تقوم بإقامة ندوات وفعاليات مع جهات رسمية ومنظمات المجتمع المدني، لتوعية السيدات بكيفية الحفاظ على أنفسهن، والتصرف السليم حال تعرضهن للتحرش، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للضحايا بعد وقوع الجريمة.
ونجحت إدارة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، من خلال حملاتها في تأمين الفتيات والسيدات من التحرش أمام دور السينما، ومناطق كورنيش النيل، ودور السينما، ونفذت الإدارة بقيادة العميد نشوى محمود، خطة أمنية كبيرة، بالانتشار فى الأماكن والتجمعات والحدائق والمتنزهات وبمحيط دور السينما لمنع التحرش بالفتيات، كما خصصت غرفة عمليات مكبرة مرتبطة بجميع غرف العمليات على مستوى الجمهورية، لتلقي الشكاوى من الضحايا وسرعة فحصها، وزيادة عدد عناصر الشرطة النسائية في مترو الأنفاق، بالتنسيق مع شرطة النقل والمواصلات وفي بعض الأماكن الحيوية للتصدي لتلك الظاهرة.
على جانب أخر تمكنت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة المعصرة، من ضبط 14 حالة تحرش ومعاكسة فتيات بدائرة القسم وإحالتهم للنيابة خلال حملة لتأمين احتفالات العيد والتى بدأت الثلاثاء الماضي أول أيام العيد، وتحررت المحاضر اللازمة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.