السعودية تنفي شائعات رويترز حول «أرامكو».. وتنظيم الحمدين أكبر مروج للأكاذيب
الخميس، 23 أغسطس 2018 05:00 م
أخبار وموضوعات حيوية بشأن دول بعينها، لاسيما المملكة العربية السعودية وباقي دول الرباعي العربي، اعتادت وكالة «رويترز» أن تتناولها دون دليل أو مصدر موثوق لما تنشره من معلومات، تحت مُسمى «السبق» و«الحصريات».
شائعات «رويترز» تكررت كثيرًا على مدار الشهور الماضية، ما يعرض الوكالة الشهيرة إلى نسف مصداقيتها ومهنيتها حول العالم، وخاصة في المنطقة العربية. ففي إطار الأزمة الخليجية وقطع الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) علاقتها الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 5 يونيو من العام الماضي، تُسرع الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين (حكومة قطر) في الترويج لشائعات الوكالة الأمريكية، مع الاساءة إلى السعودية بشكل خاص.
ولعل آخر شائعاتها ما تم تداوله على نطاق واسع مساء الأربعاء، بأن السعودية تقرر الغاء الطرح العام لشركة «أرامكو»، مع تسريح مستشاري العملية، ذلك الخبر الذي سارعت أذرع الحمدين عبر السوشيال ميديا في استغلاله للإساءة إلى السعودية وقيادتها، والتشكيك في رؤية المملكة الطموحة 2030.
من جانبه، أصدر وزير الطاقة السعودي، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خلد الفالح أصدر بيانًا بحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية «واس»، في وقت باكر من صباح الخميس، ينفي ما تم تداوله نقلًا عن «رويترز»، مع وصف تلك الأخبار بـ «غير الصحيحة»، مؤكدًا استمرار الحكومة السعودية بالطرح الأولي العام لأرامكو، توافقًا مع الظروف الملائمة، وفي الوقت الذي تحدده الحكومه، لافتًا إلى أن الحكومة اتخذت بالفعل عدد من الإجراءات المهمة استعدادًا لذلك الأمر.
معالي @Khalid_AlFalih ينفي ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام عن نية إلغاء الطرح الأولي العام لأسهم أرامكو السعودية @Saudi_Aramcohttps://t.co/PSf0UGcyB3
— وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية (@SaudiMEIM) August 23, 2018
فيما كانت رؤى السعوديين منذ اللحظة الأولى من تداول تلك الأخبار ما بين نافي لها ومؤكد على كذبها، وآخر يثق في قرارات ورؤية قيادته حتى إن صحت الأخبار، وهو ما انعكس من ردود عدد منهم على إساءات أذرع الحمدين على «تويتر».
وقال الإعلامي السعودي، محمد الطاير ردا على إحدى تغريدات الإعلامي القطري المُقرب من تنظيم الحمدين، جابر الحرمي: «عدد الموظفين في أرامكو أكثر من سكان دويلتك.. موازنتها السنوية أكبر من موازنة دويلتك.. رئيس شركة أرامكو أهم سياسيًا واقتصاديًا في المحافل الدولية من أمير دويلتك.. مساحة أحد حقول شركة أرامكو أكبر من دويلتك.. سواعد سعودية تدير أرامكو، وأجانب يديرون دويلتك».
المستشار المالي والسياسي السعودي والشهير بالـ «مستشار»، محمد نافع أكد في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة» نفيه لأخبار الوكالة الأمريكية منذ الوهلة الأولى لها، وهو ما أعلن عنه بالفعل عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر وبناء على مصادره الخاصة، وقبيل النفي الرسمي من قبل الحكومة السعودية.
وقال: «هذا الخبر أحدث ضجة إعلامية تناقلته قنوات إعلامية ومنها قناة الجزيرة القطرية والتي هللت بهذا الخبر الكاذب، فيما طالبت متابعيني بعدم الإنسياق وراء تلك الأكاذيب، وأن يكون مصدرهم هو الجهات الحكومية فقط؛ إذ كيف تعلن رويترز عن خبر في غاية الأهمية وفي الوقت الذي لم تذكره أي وسيلة إعلامية سعودية»، مضيفًا: «هناك ناطق رسمي باسم أرامكو لو كان مثل هذا الخبر صحيح كان فورًا سيذكره وليس رويترز، فهي وكالة أجنبية لا دخل لها في شأن داخلي سعودي».
وتابع «نافع»: «رويترز سبق أن كررت ذكر مثل هذه الأخبار الكاذبة خلال الشهور الأخيرة، وأصبحت الوكالة تفقد مصداقيتها يومًا بعد آخر، وحسب معلومات خاصة فهناك علاقة لنظام قطر بمثل هذه الأخبار عبر تمريرها إلى الوكالة بدعم معين لها، وكل ذلك لخلق البلبلة وحشد الرأي العام ضد طرح أرامكوا والذي هو جزء من رؤية السعودية 2030».
وأشار إلى أنه كثيرًا ما تصدى لكثير من الشائعات خلال ما يقرب من عام؛ كلها تدخل في نطاق الحرب النفسية التي يقوم النظام القطري بها من خلال دفع أموال طائلة إلى كافة الصحف والوكالات بهدف نجاحها، عبر تمويل نشر شاعئات مغرضة هدفها السعودية.
وأضاف «المستشار» في تصريحاته أنه يبدو أن تنظيم الحمدين سرب مثل تلك الأكذوبة حول «أرامكو» بعد أن أغضبها ما حققته السعودية من نجاح باهر في موسم الحج للعام الجاري، وفشل جميع محاولات تنظيم الحمدين لإفساده وتشويه صورته.
وأخيرًا، قدّم نصيحة لجميع الصحف والإعلاميين بعدم الاستشهاد بأي خبر تنقله «رويترز»، خاصة بعد أن سقطت في وحلّ نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وأن الجهات الحكومية فقط هي المصدر الرئيسي لمثل تلك الأخبار.