غير مختلف عليه.. طارت كسوة الكعبة بسبب الرياح فانكشف سر جديد
الخميس، 23 أغسطس 2018 02:00 م
صورة وُصفت بالمبهرة للكعبة المشرفة دون كسوة بعد أن قذفتها الرياح الشديدة قبل ساعات من بدء مشاعر الحج، لينكشف بابا مسدودا في الجانب الغربي من المبنى الشريف، وسائل إعلام سعودية وعربية تناقلت الصورة سريعا لتملأ فضاء السوشيال ميديا، مع سؤال أثار الجدل قبل التوضيح عن أصل هذا الباب ولماذا تم طمسه.
عادل الحربى عضو الجمعية التاريخية السعودية أوضح أن الباب الذي ظهر بعد إزاحة أستار الكعبة ههو الباب الذى بناه عبد الله بن الزبير، عندما أعاد بناء الكعبة بعد مبايعته فى مكة عام 64 هجرية، ثم قام الحجاج بن يوسف بإغلاقه بعد سيطرة الأمويين على مكة .
وأضاف الحربى، بعد 82 سنة من بناء قريش للكعبة، أراد ابن الزبير أن يعيد بناءها بسبب ما لحق بها من أضرار واحتراقها، فجعل لها بابا آخر فى ظهرها، لأن خالته السيدة عائشة نقلت عن زوجها سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"، بأن الكعبة أصلا كان لها بابان، أحدهما شرقيا والآخر غربيا عندما بناها سيدنا إبراهيم، لكن قبيلة قريش سدت أحدهما.
منصور الدعجانى، الباحث فى التاريخ والحضارة الإسلامية وعضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، فى مقال له نشرته صحيفة مكة، قال فيه إنه عندما بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرّفة جعل لها بابان، باب شرقى وآخر غربى، كما جاء فى صحيح البخارى من حديث عائشة رضى الله عنها أنها قالت، قال رسول الله: "لولا أنَّ قومَكِ حديثُ عهدٍ بجاهليةٍ لأَمَرْتُ بالبيتِ فهُدِمَ، فأدخلتُ فيهِ ما أُخْرِجَ منهُ وألزقتُهُ بالأرضِ وجعلتُ لهُ بابيْنِ بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغتُ بهِ أساسَ إبراهيمَ".
وأوضح الدعجانى، لما بنت قريش الكعبة قصرت عليهم النفقة فاستقصروا الكعبة عن بناء إبراهيم عليه السلام، فتركوا من الحِجر 6 أذرع وشبراً وجعلوا لها باباً واحداً شرقياً مرتفعاً عن الأرض، كما جاء فى صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: سألتُ رسولَ اللهِ عن الجدر؟ أمنَ البيتِ هو؟ قال "نعم"، قلتُ: فلم لم يُدخلوهُ فى البيتِ؟ قال "إنَّ قومكَ قصرت بهم النفقةُ، قلتُ : فما شأنُ بابِه مرتفعًا ؟ قال "فعل ذلك قومك ليُدخلوا من شاؤوا ويَمنعوا من شاؤوا، ولولا أنَّ قومك حديثُ عهدهم فى الجاهليةِ ، فأخافُ أن تُنْكِرَ قلوبهم لنظرتُ أن أُدْخِلَ الجَدْرَ فى البيتِ وأن ألزِقَ بابَه بالأرضِ.
وتابع الدعجانى، هذا الحديث الذى سمعه عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما ورواه عن خالته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها هو ما دعا ابن الزبير أن يبنى الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام وذلك بعد 82 عاما من بناء قريش للكعبة المشرفة بسبب ما لحق بها من أضرار، واحتراقها فى عام 64 هجرية بسب الأحداث التى شهدتها مكة وحصارها من قبل الجيش الأموى بقيادة الحصين بن نمير ورميها بالمجنيق من جبل أبى قبيس، فأعاد بناءها عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما وأدخل ما أُخرج منها من الحِجر وجعل لها باباً آخراً فى ظهرها فى الجهة الغربية وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد فى طولها 9 أذرع.
وكشف الدعجانى، لما قُتل ابن الزبير، كتب الحجّاج بن يوسف الثقفى إلى عبد الملك بن مروان، بأن ابن الزبير قد زاد فى بيت الله ما ليس منه وأحدث فيه باباً آخر فكتب يستأذنه فى رد البيت إلى ما كان عليه فى الجاهلية، فرد عبد الملك بن مروان: بأن سدَّ بابها الغربى الذى فتحه ابن الزبير وهدم ما زاد فيها من الحِجر، فهدم الحجّاج منها 6 أذرع وشبراً مما يلى الحِجر وبناها على أساس قريش الذى كانت استقصرت عليه ، وسدَّ الباب الذى فى ظهرها وترك سائرها لم يحرك منها شيئاً، وبقيت الكعبة على هذا البناء وبقى أثر الباب الغربى حتى أعيد بنائها فى زمن الدولة العثمانية فى عهد السلطان مراد الرابع سنة 1040 هجرية.